استراتيجية المنتج: مفتاح النجاح في عالم التسويق

تعرف على مفهوم استراتيجية المنتج، وأهميتها في سياق تصميم استراتيجية تسويق ناجحة. اكتشف الخطوات الأساسية لبناء استراتيجية منتج فعالة تُساعد على تحقيق أهداف وتحسين عائدات استثمارات المنظمة.

في عالم الأعمال الديناميكي، تُعدّ استراتيجية المنتج حجر الزاوية لنجاح أيّ منظمة. فالمنتجات أو الخدمات التي تقدمها هي ما يميزها عن المنافسين ويجذب العملاء.

وتأتي استراتيجية المنتج كعنصر أساسي في تصميم خطة تسويقية فعّالة تُحقق أهداف المنظمة.

في هذه المحاضرة، سنُسلّط الضوء على عالم استراتيجيات المنتج ونُناقش أهمّ مكوناتها وأنواعها المختلفة.

مفهوم المنتج في التسويق

في عالم التسويق، يُعدّ المنتج مفهومًا شاملًا يتجاوز التعريف التقليدي للسلعة الملموسة. فهو يشمل كل ما تقدمه المنظمة للعملاء، سواء كان ذلك سلعًا مادية أو خدمات غير ملموسة، أو أفكارًا أو تجارب.

بعبارة أخرى، يُمكن تعريف المنتج على أنه:

  • المنتج هو أي شيء يُقدم للمستهلك مقابل قيمة معينة. يمكن أن يكون سلعة مادية، مثل هاتف ذكي أو سيارة، أو خدمة غير مادية، مثل خدمة الحلاقة أو تطبيق توصيل الطعام.
  • مجموعة من الخصائص الملموسة وغير الملموسة التي تُقدّم للعملاء مقابل قيمة معينة.
  • حلّ لمشكلة أو حاجة يُعاني منها العملاء.
  • مجموعة من الفوائد والمزايا التي تُحقّق القيمة المُضافة للمستهلكين.
  • تجربة شاملة تتضمن جميع العوامل التي تؤثر على سلوك المستهلك قبل، أثناء، وبعد عملية الشراء.

من خلال المعاني السابقة يمكننا ان نوضح بشكل أكثر تفصيلا مكونات المنتج في المفهوم التسويقي

مكونات المنتج في المفهوم التسويقي

تختلف مكونات المنتج باختلاف نوع المنتج نفسه، ولكن بشكل عام، يمكن تصنيف مكونات المنتج إلى أربع فئات رئيسية:

1. المكونات الأساسية:

تتمثل المكونات الأساسية للمنتج فيما يلي:

  • المواد الخام: هي المواد التي يتم استخدامها في تصنيع المنتج. على سبيل المثال، قد تشمل المواد الخام لهاتف ذكي معدن الألمنيوم والبلاستيك والزجاج.
  • المكونات: هي الأجزاء الفردية التي يتم تجميعها معًا لإنشاء المنتج. على سبيل المثال، قد تشمل المكونات لهاتف ذكي الشاشة واللوحة الأم والكاميرا والبطارية.

2. المكونات الفنية:

تتمثل المكونات الفنية للمنتج فيما يلي:

  • التصميم: هو الشكل العام والمظهر للمنتج.
  • الميزات: هي الوظائف التي يقدمها المنتج.
  • الأداء: هو كيفية عمل المنتج.
  • الجودة: هي مستوى الإتقان الذي يتم به تصنيع المنتج.

3. المكونات التكميلية:

تتمثل المكونات التكميلية للمنتج في الآتي:

  • التغليف: هو الغلاف الذي يحمي المنتج وينقله.
  • التعليمات: هي المعلومات التي تساعد المستخدم على فهم كيفية استخدام المنتج.
  • الضمان: هو الوعد من الشركة بإصلاح أو استبدال المنتج إذا كان معيبًا.
  • خدمة العملاء: هي المساعدة التي تقدمها الشركة للعملاء بعد شراء المنتج.

4. المكونات غير الملموسة:

هناك نوعان من المكونات غير الملموسة للمنتج وهما:

  • العلامة التجارية: هي اسم المنتج أو الشعار أو الصورة التي تميزه عن المنتجات الأخرى.
  • السُمعة: هي ما يفكر فيه الناس عن المنتج والشركة.

تعريف استراتيجية المنتج

تشير استراتيجية المنتج إلى خطة شاملة تحدد مزيج المنتجات الذي ستقدمه الشركة، ودورة حياة المنتج، والتسعير، والتوزيع، والترويج، والتغليف، والخدمات المساندة. تهدف استراتيجية المنتج إلى تحقيق أهداف المنظمة على المدى الطويل.

كما تعرف

استراتيجية المنتج بأنها مجموعة متكاملة من القرارات التي تتخذها الشركة حول المنتجات التي ستقدمها للسوق. تشمل هذه القرارات:

  • ما هي احتياجات العملاء التي ستلبيها هذه المنتجات؟
  • ما هي الميزات التي ستتميز بها هذه المنتجات عن منتجات المنافسين؟
  • كيف ستقوم بتحسين جودة هذه المنتجات بمرور الوقت؟
  • كيف ستقوم بتطوير منتجات جديدة؟
  • كيف ستقوم بإدارة دورة حياة المنتج؟”

تهدف استراتيجية المنتج إلى تحقيق الأهداف التالية:

  1. إرضاء احتياجات العملاء: تحديد احتياجات العملاء وتطوير منتجات تلبي هذه الاحتياجات.
  2. المنافسة في السوق: تحديد منتجات المنافسين وتطوير منتجات تتميز عنها.
  3. تحقيق الربح: تحديد سعر المنتج واستراتيجية التوزيع والترويج بطريقة تُحقق الربح.

أنواع استراتيجيات المنتج

تختلف الإستراتيجيات الخاصة بالمنتجات بحسب ما يلي:

نوع المنتج، دورة حياة المنتج، مزيج المنتجات، إستراتيجيات تطوير المنتجات، إستراتيجيات تقديم منتجات جديدة، تميز المنتجات، التغليف، الخدمات المساندة.

فيما يلي تفصيل لتلك الاستراتيجيات:

استراتيجيات المنتج حسب نوع المنتج

تختلف الإستراتيجيات بحسب نوع المنتج فنجد أن السلع المادية لها إستراتيجيات تسويقية تختلف عن الإستراتيجيات الخاصة بالخدمات، كما نجد ان السلع الإستهلاكية لها إستراتيجيات تختلف عن الإستراتيجيات الخاصة بالسلع الإنتاجية. كما أن الإستراتيجيات تختلف بإختلاف أنواع السلع الإستهلاكية (سلع ميسرة، سلع تسوق، سلع خاصة).

استراتيجيات التسويق خلال مراحل دورة حياة المنتج

تختلف الإستراتيجيات التسويقية وفقاً لمراحل دورة حياة المنتج، حيث إن لكل مرحلة من دورة حياة المنتج إستراتيجية تسويقية تتناسب وطبيعة المرحلة التي يمر بها. يمكن إيجاز هذه الإستراتيجيات بما يلي:

1. إستراتيجيات التسويق في مرحلة التقديم

عند تقديم منتج جديد فإن إدارة التسويق قد تضع مستوى أعلى أو أدنى لكل متغير تسويقي مثل السلع التطوير، التوزيع، وجودة المنتج.

وضمن هذه المرحلة تستخدم المنظمات عدة إستراتيجيات يمكن إيجازها بما يلي:

إستراتيجية الكشط السريع: 

تتضمن استراتيجية الكشط السريع تقديم منتج جديد بسعر عال وبترويج كثيف ومستوى تطوير أعلى، فالمنظمة تضع أسعاراً عالية وذلك لكي تسترد جزءاً من التكاليف المرتفعة في مراحل تطوير المنتج الجديد للحصول على سعر صاف لكل وحدة كلما كان ذلك ممكنا، وتقوم المنظمة بالإنفاق الكثير على تطوير المنتج لإقناع المستهلكين بمزاياه حتى عند مستوى أعلى للسعر. وتعمل المنظمة على التطوير الكبير لتسريع معدل اختراق السوق. وهذه الإستراتيجية تعطي بعض الإحساس في ظل الافتراضات التالية:

  • جزء كبير من السوق قد يكون غير مدرك للمنتج.
  • أولئك الذين يعرفون أنهم يرغبون للحصول على المنتج ويمكن أن يدفعوا السعر المطلوب.
  • يواجه المصنع منافسة ممكنة ويود أن ينشئ تفضيل العلاماته.
إستراتيجية الكشط البطيء:

تتضمن استراتيجية الكشط البطيئ تقديم المنتج الجديد، في سعر مرتفع ومستوى أدنى من التطوير. وسوف يساعد السعر الأعلى في تشجيع قبول المنتج السريع. وتحافظ المنظمة على تكلفتها التطويرية وذلك لتحقيق مستوى أفضل من التطوير وخفض كلفات التسويق، ويتوقع من هذه التوليفة اختصار الكثير من الأرباح من السوق. وهذه الإستراتيجية تؤدي إلى:

  • إن المنتج محدد في الحجم
  • معظم السوق مدرك للمنتج.
  • المشترون مستعدون لدفع اسعار عالية
  • المنافسة ممكنة لكنها غير ظاهرة.
استراتيجية الاختراق السريع

تتضمن استراتيجية الاختراق السريع تقديم منتج جديد إلى السوق بسرعة وإنفاق الكثير من الأموال على التطوير. يتم استخدام هذه الاستراتيجية عندما:

  •  السوق كبير.
  •  السوق ليس على علم بالمنتج.
  •  معظم المشترين حساسون للسعر.
  • هناك الكثير من المنافسة.
 استراتيجية الاختراق البطيء

تتضمن استراتيجية الاختراق البطيء تقديم منتج جديد إلى السوق بسعر أقل وبمستوى تطوير أقل. سيساعد انخفاض الأسعار على الحصول على قبول سريع للمنتج، وستحافظ المنظمة على انخفاض تكاليف التطوير من أجل تحقيق صافي أرباح أعلى. ترى المنظمة أن السوق يحتاج إلى سعر مرتفع ومرن ولكن مع تطور أقل ومرونة، وتستخدم هذه الإستراتيجية عندما:

  •  السوق واسع.
  • السوق على علم تام بالمنتج.
  •  السوق حساس للسعر.
  • هناك منافسة ضمنية.

 استراتيجيات التسويق في مرحلة النمو

الهدف من استراتيجيات التسويق في مرحلة النمو هو تسريع نمو السوق وتعظيم الأرباح.وتتمثل في الاتي:

  • تحسين جودة المنتج: يمكن أن يشمل ذلك إصلاح الأخطاء أو إضافة ميزات جديدة أو تحسين الأداء.
  • إضافة ميزات منتج جديدة أو خدمات دعم: يمكن أن يساعد ذلك في جذب عملاء جدد وتشجيع العملاء الحاليين على شراء المزيد.
  • أدخال قطاعات سوق جديدة: يمكن القيام بذلك عن طريق التوسع في أسواق جغرافية جديدة، أو استهداف مجموعات سكانية جديدة، أو تطوير منتجات جديدة لاستخدامات جديدة.
  • المحافظة على الأسعار مرتفعة بقدر ما هو معقول للحفاظ على الطلب والأرباح مرتفعة: قد يتضمن ذلك استخدام كشط الأسعار أو استراتيجيات التسعير التفاضلي.
  • زيادة قنوات التوزيع: يمكن أن يساعد ذلك في جعل المنتج متاحًا للعملاء المحتملين.
  •  التركيز على الترويج، وخاصة الإعلانات التنافسية: يمكن أن يساعد ذلك في توليد الوعي والاهتمام بالمنتج.

·    بالإضافة إلى هذه الاستراتيجيات العامة، هناك عدد من الأساليب التسويقية المحددة التي يمكن استخدامها في مرحلة النمو.

  • العلاقات العامة: يمكن استخدامها لتوليد تغطية إعلامية إيجابية وبناء الوعي بالعلامة التجارية.
  •  ترويج المبيعات: يمكن استخدام ذلك لتوليد اهتمام قصير المدى بالمنتج وزيادة المبيعات.
  • التسويق المباشر: يمكن استخدامه للوصول إلى العملاء المحتملين مباشرةً من خلال الرسائل المستهدفة.
  • الشراكات: يمكن استخدامها للوصول إلى عملاء جدد والتوسع في أسواق جديدة.

ستعتمد استراتيجيات التسويق المحددة التي تستخدمها الشركة في مرحلة النمو على عدد من العوامل، بما في ذلك أهداف الشركة، وخصائص المنتج، والسوق المستهدف، والمشهد التنافسي.

استراتيجيات التسويق في مرحلة النضج

وفي مرحلة النضج فإن بعض الشركات تبعد منتجاتها الأضعف، اعتقاداً منها أن هنالك القليل الذي يمكن عمله. وتستخدم المنظمة ثلاثة إستراتيجيات هي تطوير السوق، والمنتج،

تطوير السوق:

على المنظمة أن توسع السوق لمنتجاتها وذلك من خلال:

  • تحويل غير المستخدمين: يمكن أن تحاول المنظمة جذب غير المستخدمين للمنتج: مثلاً، فإن أهم شيء لنمو خدمة الشحن الجوي هي البحث الثابت عن المستخدمين الجدد حيث إن ناقلي الجو قد يستعرضون فوائد استخدام الشحن الجوي على النقل البري.
  • دخول قطاعات السوق الجديدة: قد تحاول المنظمة دخول قطاعات السوق الجديدة والتي تستخدم المنتج ولكن ليس العلامة مثلاً حيث تم تطوير علامة جونسون شامبو الأطفال بنجاح إلى المستخدمين الكبار.
  • الحصول على زبائن المنظمة المنافسة: قد تجذب المنظمة زبائن المنافسين لمحاولة جذبهم أو تبني منتجاتها، مثلاً ببسي كولا تحاول مع مستخدمي الكوكا كولا لكي يبدلون إلى الببسي كولا، بحيث تدفع تحدياً وراء الآخر فالزيادة في حجم الاستخدام قد يزداد وذلك بالحصول على زبائن لاستخدام المنتج أكثر.
تطوير المنتج:

تطوير المنتج هو استراتيجية تسويقية تهدف إلى تحسين المنتج الحالي من خلال إضافة ميزات جديدة أو تحسين الأداء أو تغيير التصميم. يحاول المديرون  من خلال ذلك أن يضاعفوا المبيعات . وقد يأخذ هذا عدة أشكال:

  • إضافة ميزات جديدة: إضافة وظائف أو قدرات جديدة للمنتج تجعله أكثر جاذبية للعملاء.
  • تحسين الأداء: جعل المنتج أسرع أو أكثر كفاءة أو أكثر موثوقية.
  • تغيير التصميم: جعل المنتج أكثر أناقة أو سهولة في الاستخدام أو ملاءمة لاحتياجات العملاء.
  • تقديم إصدارات جديدة من المنتج: تقديم إصدارات جديدة من المنتج بانتظام للحفاظ على اهتمام العملاء.
  • توفير خدمات ما بعد البيع: تقديم خدمات مثل الصيانة والإصلاح والدعم الفني لتحسين تجربة العملاء.
تطوير المزيج التسويقي:

 قد يحاول أيضاً مديرو التسويق تطوير المبيعات عبر تغيير عنصر أو أكثر من المزيج التسويقي. وعليهم أن يحددوا أي من عناصر المزيج التسويقي تغييره يمكن أن يحقق النجاح.

 الاستراتيجيات التسويقية في مرحلة التدهور

تتميز مرحلة التدهور من دورة حياة المنتج بانخفاض المبيعات والأرباح بشكلٍ ملحوظ. ويكون هدف الشركات في هذه المرحلة هو التقليل من الخسائر وتحقيق أقصى استفادة من المنتج المتبقي. وتتنوع الاستراتيجيات التسويقية المناسبة لهذه المرحلة، ونذكر منها:

1. التركيز على العملاء المخلصين:

يتم التركيز على العملاء المحتملين من خلال:

  • توجيه جهود التسويق نحو العملاء المخلصين الذين أظهروا ولاءً للعلامة التجارية على مدار الوقت.
  • تقديم عروض وخصومات حصرية للعملاء المخلصين كنوع من المكافأة على ولائهم.
  • تصميم برامج ولاء تُكافئ العملاء على تكرار الشراء وتُشجعهم على الاستمرار في التعامل مع الشركة.
2. خفض الأسعار:
  1. التخفيضات: تقديم تخفيضات على أسعار المنتج لجعله أكثر جاذبية للمستهلكين.
  2. العروض الترويجية: إطلاق عروض ترويجية محددة المدة لزيادة المبيعات في فترات زمنية قصيرة.
  3. تصفية المخزون: بيع المنتجات المتبقية بأسعار مخفضة بشكل كبير للتخلص من المخزون المتراكم.
3. إعادة التموضع:
  • تغيير الصورة: إعادة صياغة صورة المنتج أو العلامة التجارية لجعلها أكثر تماشيًا مع الاتجاهات والتفضيلات الحالية للمستهلكين.
  • استخدامات جديدة: استكشاف استخدامات جديدة للمنتج قد تجعله أكثر جاذبية لمجموعات مختلفة من المستهلكين.
  • أسواق جديدة: دخول أسواق جديدة لم يتم استهدافها من قبل.
4. الترويج للمزايا الثانوية:
  • التركيز على القيمة: التأكيد على المزايا الثانوية للمنتج، مثل جودته أو متانته أو قيمته البيئية، بدلاً من التركيز على السعر.
  • خدمة العملاء: تقديم خدمة عملاء ممتازة لتعزيز رضا العملاء وولائهم.
  • الضمانات: تقديم ضمانات طويلة الأجل على المنتج لبناء الثقة لدى المستهلكين.
5. إعادة التغليف:
  • التصميم الجذاب: إعادة تصميم عبوة المنتج لجعلها أكثر جاذبية للمستهلكين.
  • المعلومات الواضحة: التأكد من وضوح معلومات المنتج على العبوة، بما في ذلك المكونات والميزات والفوائد.
  • الاستدامة: استخدام مواد معاد تدويرها أو قابلة لإعادة التدوير في عبوة المنتج لتعزيز جاذبيته للمستهلكين المهتمين بالبيئة.
6. التخلي عن المنتج:
  • تقييم الأداء: تحليل أداء المنتج بعناية لتحديد ما إذا كان يستحق الاستمرار في استثمار الموارد فيه.
  • وقف الإنتاج: اتخاذ قرار بوقف إنتاج المنتج إذا ثبت أنه لم يعد مربحًا أو ذا صلة بالسوق.
  • بيع العلامة التجارية: بيع العلامة التجارية أو حقوق الملكية الفكرية لشركة أخرى.

استراتيجيات المنتج حسب مزيج المنتجات:

 يتكون مزيج المنتجات لأي شركة من جميع خطوط المنتجات التي تتعامل بها، وإذا كان للمنشأة خط منتجات واحد فإن مزيج منتجاتها هو نفسه خط المنتجات.

ويرتبط بمزيج المنتجات وخط المنتجات ثلاثة مفاهيم هي:

  • الإتساع: ويحدد عدد خطوط المنتجات التي تنتجها المنشأة أو وحدة الأعمال الإستراتيجية.
  • العمق: يقصد بالعمق هو التوسع الرأسي في عدد المنتجات في كل خط من خطوط الإنتاج, حيث تقوم الشركة بتقديم العديد من الألوان والأشكال والأحجام في كل خط من خطوط الإنتاج .
  • التجانس: ويحدد بدرجة تقارب خطوط المنتجات فيما يتعلق بطرق الإنتاج أو الإستعمال أو طرق التوزيع أو مجموعات المستهلكين وخصائص أخرى.

استراتيجية خط المنتج (العمق)

تُشير استراتيجيات خط المنتج (العمق) إلى التوسع الرأسي في عدد المنتجات داخل كل خط من خطوط الإنتاج. وتهدف إلى زيادة عائدات الشركة من خلال تلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحقيق وفورات الحجم، وتعزيز الولاء للعلامة التجارية.

أنواع استراتيجيات خط المنتج (العمق): 

تتمثل انواع استراتيجيات خط المنتج فيما يأتي:

• استراتيجية إضافة منتجات جديدة:

 تقوم المنشأة بإضافة منتجات جديدة إلى خط منتجات موجود، وذلك لتلبية احتياجات العملاء الجدد أو لتوسيع نطاق السوق المستهدف.

• استراتيجية توسيع خط المنتج:

 تقوم المنشأة بتقديم المزيد من التنوع داخل خط منتجات موجود، وذلك من خلال تقديم منتجات جديدة بألوان أو أحجام أو ميزات مختلفة.

• استراتيجية تحسين المنتجات الموجودة:

 تقوم المنشأة بتحسين جودة أو ميزات المنتجات الموجودة، وذلك لمواكبة التطورات التكنولوجية أو لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل.

• استراتيجية تخفيض وإلغاء المنتجات:

 تقوم المنشأة بإلغاء المنتجات التي لا تحقق أهدافها أو التي لم تعد تلبي احتياجات العملاء.

استراتيجيات مزيج المنتجات (التوسع)

شير استراتيجيات مزيج المنتجات (التوسع) إلى التوسع الأفقي في عدد خطوط الإنتاج التي تقدمها المنشأة. وتهدف إلى زيادة عائدات الشركة من خلال دخول أسواق جديدة، وتنويع المخاطر، واستغلال الموارد بشكل أفضل، وتعزيز صورة الشركة.

أنواع استراتيجيات مزيج المنتجات (التوسع)

• إضافة خطوط منتجات جديدة:

 تقوم المنشأة بإضافة خطوط منتجات جديدة إلى مزيجها الحالي، وذلك لدخول أسواق جديدة أو لتلبية احتياجات عملاء جدد.

• استحواذ على شركات موجودة:

 تقوم المنشأة بشراء شركات موجودة لديها خطوط منتجات راسخة، وذلك لتوسيع نطاق أعمالها بسرعة.

• ترخيص التكنولوجيا:

 تقوم المنشأة بترخيص تكنولوجيتها لشركات أخرى لإنتاج وبيع منتجاتها، وذلك لتوسيع تواجدها في السوق دون الحاجة إلى الاستثمار في الإنتاج والتسويق.

• التنويع الجغرافي :

 وهي استراتيجية من خلالها تقوم المنشأة بتوسيع نطاق أعمالها إلى مناطق جغرافية جديدة من خلال تقديم منتجاتها أو خدماتها في تلك المناطق.

استراتيجية التوافق بين استراتيجيات خط المنتج ومزيج المنتجات:

تُشير استراتيجية التوافق إلى عملية ربط استراتيجيات خط المنتج (العمق) مع استراتيجيات مزيج المنتجات (التوسع) لضمان التكامل والانسجام بينهما.

إيجابيات التوافق بين استراتيجيات خط المنتج ومزيج المنتجات:
  • تلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل.
  • استغلال الموارد بكفاءة:
  • تحقيق التميز في السوق:
  • تعزيز صورة الشركة:
  • تحسين قدرة المنشأة على التكيف مع التغيرات في السوق.
سلبيات التوافق بين استراتيجيات خط المنتج ومزيج المنتجات:
  • زيادة التعقيد عمليات المنشأة وإدارتها.
  • زيادة مخاطر المنشأة إذ قد لا تنجح جميع خطط التوسع أو منتجات جديدة، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية.
  • صعوبة التنفيذ وفقدان التركيز.

استراتيجية تطوير المنتجات:

شير مصطلح “تطوير المنتجات” إلى عملية إدخال تعديلات وتغييرات وتحسينات على المنتجات الموجودة بالفعل.

وتتنوع أشكال تطوير المنتجات، ونذكر منها:

تطوير جودة المنتج

يهدف هذا النوع من التطوير إلى رفع مستوى أداء المنتج من حيث المتانة أو السرعة أو العمر أو المذاق.

تطوير خصائص المنتج 

يهدف هذا النوع من التطوير إلى إضافة بعض الخصائص والسمات الجديدة على بعض جوانب المنتج مثل الحجم أو الوزن أو اللون أو أي إضافات أخرى.

 تحسين تصميم المنتج 

يهدف هذا النوع من التطوير إلى تحسين وتدعيم الجوانب الجمالية في تصميم المنتج ومضمونه.

مزايا تحسين تصميم المنتج:

  • كسب ولاء قطاعات استهلاكية معينة.
  • تمكين المنشأة من نقل شخصيتها المتميزة إلى الجمهور.

عيوب تحسين تصميم المنتج:

  • ارتفاع تكاليف التصميم والتطوير.
  • احتمال عدم قبول المستهلكين للتغييرات في التصميم.

استراتيجية تقديم المنتجات الجديدة

تعريف المنتج الجديد:

يُشير مصطلح “المنتج الجديد” إلى منتج لم يكن موجودًا في السوق من قبل، أو منتج موجود بالفعل ولكن تم إجراء عليه تعديلات أو تحسينات جوهرية.

ويمكن تصنيف المنتجات الجديدة إلى عدة فئات، تشمل:

  • المنتجات المبتكرة: هي منتجات جديدة تمامًا لم تكن موجودة في السوق من قبل. وتُعد هذه المنتجات هي الأكثر مخاطرة.
  • المنتجات المطورة: هي منتجات موجودة بالفعل ولكن تم إجراء عليها تعديلات أو تحسينات جوهرية.
  • المنتجات المعدلة: هي منتجات موجودة بالفعل ولكن تم إجراء عليها تعديلات طفيفة.
  • المنتجات الجديدة على الشركة: هي منتجات جديدة على المنشأة، ولكنها قد تكون موجودة في السوق بالفعل.

استراتيجيات إدخال منتجات جديدة:

تتنوع استراتيجيات إدخال منتجات جديدة، ونذكر منها:

1. استراتيجية الدخول المتدرج:

 يتم طرح المنتج الجديد في أسواق محدودة في البداية، ثم يتم التوسع تدريجيًا إلى أسواق أخرى.

2. استراتيجية الدخول الانفجاري:

يتم طرح المنتج الجديد في جميع الأسواق دفعة واحدة.

3. استراتيجية الاختراق/ النفاذ:

يتم تحديد سعر منخفض للمنتج الجديد في البداية لجذب العملاء، ثم يتم رفع السعر تدريجيًا.

4. استراتيجية القشط:

يتم تحديد سعر مرتفع للمنتج الجديد في البداية لجذب العملاء الذين يبحثون عن منتجات عالية الجودة أو حصريّة.

استراتيجيات تمييز المنتجات: 

يُعدّ تمييز المنتجات عن مثيلاتها في السوق من أهمّ العوامل التي تُساهم في نجاح أيّ شركة، حيث يُساعدها على جذب العملاء وتحقيق المبيعات والأرباح.

وتتنوع استراتيجيات التمييز التي يمكن للشركات اتباعها ، وهي كالآتي:

1. استراتيجية عدم التمييز:

في هذه الاستراتيجية، لا تقوم الشركة بتمييز منتجاتها عن منتجات المنافسين، بل تركز على تقديم منتجات بأسعار تنافسية.

2. استراتيجية التمييز الفردي للمنتجات:

في هذه الاستراتيجية، تُعطي الشركة لكلّ منتج من منتجاتها هوية خاصة مميزة، مثل اسمه وشعاره وتغليفه، مع التركيز على خصائص وميزات كلّ منتج تُميّزه عن المنتجات الأخرى.

3. استراتيجية التمييز الموحد لكل المنتجات:

في هذه الاستراتيجية، تُستخدم علامة تجارية واحدة لجميع منتجات الشركة، مع إمكانية إضافة اسم أو شعار فرعي لكلّ منتج.

4. استراتيجية التمييز حسب فئات المنتجات:

في هذه الاستراتيجية، تُستخدم علامات تجارية مختلفة لتمييز فئات منتجات الشركة المختلفة (التي يكون بينها رابط).

5. استراتيجية التمييز باستخدام اسم الموزع:

في هذه الاستراتيجية، تُستخدم علامة تجارية تابعة للموزع لتمييز بعض منتجات الشركة.

6. استراتيجية التمييز باستخدام ترخيص العلامة التجارية:

في هذه الاستراتيجية، تُتيح الشركة لشركة أخرى استخدام علامتها التجارية مقابل رسوم.

استراتيجيات التغليف: 

يُعدّ التغليف أحد أهمّ العناصر في التسويق، حيث يلعب دورًا هامًا في حماية المنتجات وجذب انتباه العملاء وتعزيز صورة العلامة التجارية.

أهداف التغليف:

فيما ياتي يمكننا ان نذكر مجموعة من أهداف التغليف وهي كالىتي:

  • حماية المنتجات: من العوامل البيئية مثل الغبار والأتربة والرطوبة، ومن التلف أثناء النقل والتخزين.
  • حماية المستهلك: من أخطار السلعة، خاصةً المنتجات الخطرة مثل الأدوية والمواد الكيميائية.
  • تمييز المنتج عن باقي المنتجات المنافسة: من خلال طرحه في الأسواق بعبوة فريدة ومميزة.
  • تسهيل عملية البيع: من خلال توفير معلومات كافية عن المنتج على العبوة.
  • تعزيز صورة العلامة التجارية: من خلال تصميم عبوة جذابة تُعبّر عن هوية العلامة التجارية.

استراتيجيات التغليف:

تعتمد أفضل استراتيجية للتغليف على العديد من العوامل، مثل نوع المنتج، وخصائص السوق، وموارد الشركة، وأهدافها، والاتجاهات الحديثة في التغليف. ومن هذه الاستراتيجيات ما يأتي:

  • استخدام العبوة الأولية (Primary Packaging): هي العبوة التي تُحيط بالمنتج مباشرةً، وتُستخدم لحماية المنتج من التلف. (مثل: زجاجة العطر، علبة الآيس كريم).
  • استخدام العبوة الثانوية (Secondary Packaging): هي العبوة التي تُحيط بالعبوة الأولية، وتُستخدم لعرض المنتج بشكل أفضل وجذب انتباه العملاء. (مثل: علبة الكرتون التي تُحيط بزجاجة العطر، غلاف الكتب).
  • استخدام عبوة الشحن (Shipping Packaging): هي العبوة التي تُستخدم لتخزين وشحن المنتج، وتُستخدم لحماية المنتج من التلف خلال عملية النقل. (مثل: الصندوق أو الكرتون الذي تُوضع فيه عبوات المنتجات).
  • استخدام عبوة واحدة لتغليف أكثر من سلعة:  تُستخدم هذه الاستراتيجية لتوفير المال والمساحة، وتُستخدم بشكل كبير في منتجات التجميل والمنتجات المُكمّلة. 

استراتيجية الخدمات المساندة:

تحتاج العديد من السلع وخاصة السلع ذات التقنية العالية والسلع المعمرة إلى مجموعة من الخدمات المساندة, وهذه الخدمات مهمة للعميل ومن هذه الخدمات:

أ- خدمة الضمان: 

هي إلتزام من المنتج أو الموزع للعميل بصلاحية السلعة وخلوها من العيوب الفنية أو الشكلية خلال فترة زمنية محددة, وإلتزامه بإستبدال السلعة المباعة أو إصلاحها مجاناً وإستبدال قطع الغيار أو إعادة المبلغ المدفوع في الشراء.

تستخدم الشركات مجموعة من الإستراتيجيات في مجال الضمان منها:

إستراتيجية تقديم أو عدم تقديم الضمان: 

هنا تختار الشركة بين تقديم أو عدم تقديم الضمان للسلعة المباعة. وفي حالة تقديم الشركة للضمان فإنها تكسب ثقة وإستمرار في التعامل معها والعكس صحيح.

إستراتيجية تقديم ضمان محدود المدة: 

تقوم بعض الشركات بتقديم ضمان محدود بمدة زمنية، في الغالب تكون هذه المدة لمدة سنة من تاريخ الشراء. وقد يتجاوز الضمان السنة خاصة بالنسبة للسلع الإنتاجية والصناعية المرتفعة القيمة.

إستراتيجية تقديم الضمان الشامل أو المحدود:

 الضمان الشامل هو الذي يغطي جميع المتطلبات بما في ذلك قطع الغيار. وفي الغالب يكون خلال فترة زمنية معينة لا تتجاوز السنة الواحدة. أما في الضمان المحدود فهو الذي يغطي مجالات محددة وقطع غيار معينة.

ب- خدمة الإصلاح: 

حيث تقوم بعض الشركات بمتابعة منتجاتها في السوق من إصلاح وصيانة وخلافه, وغالباً ما تكون في السلع المعمرة. فهي تقدم الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة للإصلاح والصيانة.

ج- خدمة الإئتمان: 

هي خدمات ذات جاذبية للمستهلك عن طريق تسهيل البيع أو الدفع أو البيع بالتقسيط بما يمكنه من الإقدام على الشراء عند ظهور الحاجة دون تأجيل.

الخاتمة

ختامًا، قدّمنا لكم رحلة شاملة في عالم استراتيجيات المنتج، مُسلّطين الضوء على مفهومها، ومكوناتها، وأنواعها، وتطبيقاتها العملية.

ولكن، رحلة استراتيجيات المنتج لا تنتهي عند هذا الحد، بل هي رحلة مستمرة تتطوّر مع تغيرات السوق واحتياجات العملاء وسلوكياتهم.

ففي عالم الأعمال الديناميكي، لا بدّ للمنظمات من مُواكبة هذه التغيرات من خلال:

  • البحث المستمر عن احتياجات العملاء الجديدة.
  • ابتكار منتجات وخدمات تلبي تلك الاحتياجات بشكل مُبدع.
  • تطوير استراتيجيات تسويقية فعّالة تُبرز قيمة المنتج وتُميّزه عن المنافسين.
  • خلق تجربة عملاء مُميزة تُبني ولاءً طويل الأمد.

وإلى جانب العناصر الرئيسية التي ناقشناها، لا بدّ من التأكيد على أهمية بعض الجوانب الأخرى التي تُساهم في نجاح استراتيجيات المنتج، مثل:

  • إدارة دورة حياة المنتج بشكل فعّال.
  • حماية الملكية الفكرية للمنتجات.
  • بناء علاقات قوية مع الموردين والشركاء.
  • الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطوير المنتجات وتحسين تجربة العملاء.

إنّ فهم هذه العناصر واستخدامها بذكاء يُمكّن المنظمات من تحقيق أهدافها الاستراتيجية والوصول إلى آفاق أوسع من النجاح في عالم التسويق الحديث.

أنّ رحلة استراتيجيات المنتج هي رحلة مُثيرة تتطلّب الإبداع والابتكار والعمل الدؤوب. فمن خلال اتّباع نهج استراتيجي مُتّزن، يُمكن للمنظمات تحويل منتجاتها إلى قصص نجاح تُخلّد في ذاكرة العملاء.