
Newsletter Subscribe
Enter your email address below and subscribe to our newsletter
انطلق نحو التميز بثقة!
تحديد المتغيرات والبناءات في البحث العلمي هو خطوة أساسية لضمان جودة وموثوقية النتائج. يواجه العديد من الباحثين تحديات عند اختيار المتغيرات المناسبة التي تعكس المشكلة البحثية بدقة، خاصة إذا كانت هذه المتغيرات غير مألوفة أو معقدة. يعتبر الاختيار الصحيح للمتغيرات حجر الزاوية لتحقيق أهداف البحث وتطوير نظرياته. تهدف هذه المقالة إلى تقديم دليل شامل وعملي للباحثين، يساعد على تحديد المتغيرات والبناءات الأنسب لدراساتهم، بناءً على أهميتها النظرية والعملية، قابليتها للقياس، ومدى توافقها مع متطلبات البحث. سنتناول أيضًا استراتيجيات عملية لتحديد هذه العناصر بفعالية.
في سياق البحث العلمي، تعتبر عملية تحديد المتغيرات والبناءات خطوة أساسية لضمان جودة وفعالية الدراسة. تعكس هذه العملية الفهم العميق للمشكلة البحثية وتوجه الباحث نحو اختيار أدوات قياس مناسبة وتطوير أسئلة بحث دقيقة. يهدف هذا الجزء إلى تقديم تحليل شامل لطبيعة المتغيرات والبناءات وكيفية ارتباطهما بالبحث العلمي.
تُعرَّف المتغيرات بأنها خصائص أو سمات يمكن قياسها وتحليلها بشكل موضوعي ومباشر [(Paltridge & Starfield, 2007)]. تمثل هذه السمات عناصرًا يمكن أن تتغير بناءً على السياق أو الظروف المحيطة بها. قد تكون المتغيرات كمية (مثل العمر أو الدخل) أو نوعية (مثل الرضا الوظيفي أو السلوك الاستهلاكي). على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على تأثير التسويق الرقمي على السلوك الاستهلاكي، فإن المتغيرات مثل “عدد النقرات” (Clicks) أو “مستوى الانخراط” (Engagement Level) ستكون ذات أهمية كبيرة.
المتغيرات هي العناصر الأساسية التي تعكس العلاقات السببية أو الارتباطية بين الظواهر المختلفة. على سبيل المثال، يمكن دراسة العلاقة بين متغيرين مثل “معدل التضخم” (Inflation Rate) و”القدرة الشرائية” (Purchasing Power)، حيث يتم قياس كل منهما باستخدام مقاييس محددة ودقيقة [(Swetnam, 2004)]. يتعين على الباحث أن يكون لديه فهم واضح لمفهوم المتغير وأن يختار المقاييس الأنسب لقياسه.
على النقيض من المتغيرات، تمثل البناءات مفاهيم مجردة لا يمكن قياسها مباشرة [(Murray & Hughes, 2008)]. إنها تشير إلى المفاهيم النظرية التي تحتاج إلى تحويلها إلى مؤشرات قابلة للقياس. بعض الأمثلة الشائعة على البناءات تشمل “الذكاء” (Intelligence)، “الإبداع” (Creativity)، “القيادة” (Leadership)، و”رأس المال الفكري” (Intellectual Capital).
على سبيل المثال، عندما يحاول الباحث دراسة “الالتزام التنظيمي” (Organizational Commitment) كبناء نظري، يجب عليه تحديد المؤشرات أو المتغيرات التي تعكس هذا البناء، مثل مستوى الرضا الوظيفي أو معدل الحضور [(Blair, 2016)]. هنا، يتم استخدام البناء كإطار عام لتوجيه البحث، بينما يتم قياسه عبر متغيرات محددة.
تشكل المتغيرات أدوات عملية لقياس البناءات النظرية [(Single, 2010)]. يمكن اعتبار المتغيرات بمثابة مؤشرات تستخدم لتوضيح أو قياس البناءات التي لا يمكن قياسها مباشرة. على سبيل المثال، عند دراسة البناء “الإبداع”، يمكن للباحث استخدام متغيرات مثل “عدد الأفكار الجديدة” (Number of New Ideas) أو “جودة المنتج النهائي” (Quality of Final Product) كمقاييس لهذا البناء [(Leavy, 2015)].
تمتد أهمية هذه العالاقة إلى أنها توفر إطارًا منهجيًا لتقييم مدى فعالية البناءات المختارة في تحقيق أهداف البحث. يتطلب الأمر أن يكون لدى الباحث فهم عميق لهذه العلاقة حتى يتمكن من اختيار المتغيرات الأنسب التي تعكس البناءات المرادة [(Blair, 2016)]. على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على “رأس المال الاجتماعي” (Social Capital) كبناء نظري، فقد يستخدم الباحث متغيرات مثل “شبكات العلاقات” (Networking Relationships) و”مستوى الثقة بين الأفراد” (Level of Trust Between Individuals).
تحديد البناءات والمتغيرات المناسبة هو الأساس لتحقيق أهداف البحث [(Paltridge & Starfield, 2007)]. إذا اختيرت المتغيرات أو البناءات بشكل غير دقيق، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج غير صحيحة أو مضللة. لذلك، يجب على الباحث أن يعتمد على النظريات السابقة والمفاهيم المعتمدة لتوجيه عملية الاختيار [(Blair, 2016)].
على سبيل المثال، في مجال إدارة الأعمال، إذا كان البحث يركز على تأثير “القيادة التحويلية” (Transformational Leadership) على “الأداء التنظيمي” (Organizational Performance)، فإن الباحث يحتاج إلى تحديد البناءات النظرية المتعلقة بالقيادة والأداء، ثم اختيار المتغيرات الأنسب التي تعكس هذه البناءات [(Fink, 2010)]. يمكن أن تشمل هذه المتغيرات “مستوى التحفيز” (Motivation Level) و”جودة القرارات” (Decision Quality) بالنسبة للأداء التنظيمي.
يجب أن تكون البناءات المختارة مرتبطة بالموضوع البحث وملائمة للنظريات القائمة في المجال [(Blair, 2016)]. على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على “الابتكار التنظيمي” (Organizational Innovation)، فإن البناءات مثل “الثقافة التنظيمة” (Organizational Culture) و”البنية التنظيمة” (Organizational Structure) ستكون ذات صلة مباشرة [(Rolfe, 2006)]. بعد تحديد البناءات، يتم اختيار المتغيرات التي تعكس هذه البناءات وتساعد في اختبارها.
تلعب النظريات السابقة دورًا محوريًا في توجيه الباحث نحو اختيار البناءات والمتغيرات الأنسب لدراساته [(Kiley, 2009)]. عند مراجعة الأدبيات، يمكن للباحث أن يكتشف البناءات التي تم دراستها سابقًا والعلاقات التي تم اختبارها بينها. على سبيل المثال، إذا كانت هناك نظرية تربط بين “الثقة بالنفس” (Self-Efficacy) و”التحفيز” (Motivation)، يمكن للباحث أن يعتمد على هذه النظرية لاختيار المتغيرات الأنسب لدراسته [(Baumeister & Leary, 1997)].
كما أن مراجعة الأدبيات تساعده في تحديد الثغرات المعرفية التي يمكن للبحث الحالي أن يسددها [(Randolph, 2009)]. على سبيل المثال، إذا كانت معظم الدراسات السابقة قد ركزت على تأثير “التواصل التنظيمي” (Organizational Communication) على “الرضا الوظيفي” (Job Satisfaction)، فقد يقرر الباحث استكشاف تأثيره على “الابتكار التنظيمي”. هنا، يصبح “الابتكار التنظيمي” بناءً جديدًا يستحق الدراسة [(Blair, 2016)].
رغم أهمية هذه العملية، إلا أنها ليست خالية من التحديات. أحد أكبر التحديات التي تواجه الباحثين هو عدم وجود فهم واضح للعلاقة بين البناءات والمتغيرات [(Blair, 2016)]. على سبيل المثال، قد يجد الباحث صعوبة في تحديد كيفية قياس “الثقافة التنظيمة” (Organizational Culture) كبناء نظري، خاصة إذا كانت ثقافة التنظيم معقدة وغير متجانسة [(Delamont et al., 1998)].
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الباحثون تحديات مرتبطة بقابلية قياس البناءات [(Rolfe, 2006)]. ليس كل البناءات قابلة للقياس بطريقة دقيقة وموثوقة. على سبيل المثال، “القيم التنظيمة” (Organizational Values) قد تكون بناءً نظريًا، لكن قياسها يتطلب تطوير مقاييس خاصة ودقيقة [(Lee, 2007)]. كما أن بعض البناءات قد تكون متجانسة في بعض السياقات وغير متجانسة في سياقات أخرى، مما يجعل اختيار المتغيرات الأنسب أمرًا معقدًا.
للتعامل مع هذه التحديات، يمكن للباحث اتباع خطوات منظمة لتحديد المتغيرات والبناءات الأنسب لدراساته [(Levin, 2006)]. أولًا، يجب تحديد المشكلة البحثية بدقة. ثانيًا، يقوم الباحث بمراجعة الأدبيات ذات الصلة للعثور على البناءات التي تم دراستها سابقًا والعلاقات التي تم اختبارها بينها [(Blair, 2016)].
ثالثًا، يجب على الباحث أن يحدد المتغيرات التي يمكن أن تعكس البناءات المرادة. على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على “الثقة بالنفس” كبناء نظري، يمكن اختيار متغيرات مثل “مستوى الكفاءة الذاتية” (Perceived Competence) و”مستوى التحكم في المواقف” (Sense of Control in Situations) [(Clance & Imes, 1978)]. ر
ابعًا، يتم تعريف هذه المتغيرات إجرائيًا لضمان قابليتها للقياس.
أخيرًا، يجب أن تكون هناك علاقة واضحة بين البناءات النظرية والمتغيرات العملية المستخدمة لقياسها [(Blair, 2016)]. على سبيل المثال، إذا كان البحث يهدف إلى دراسة “الابتكار التنظيمي”، يجب أن تكون هناك علاقة واضحة بين البناء النظري و “الابتكار التنظيمي” القابل للتنفيذ مثل “عدد المنتجات الجديدة” (Number of New Products) أو “مستوى استخدام التقنية الحديثة” (Level of Advanced Technology Usage).
بعد فهم طبيعة المتغيرات والبناءات في البحث العلمي، يجب على الباحث اتباع استراتيجيات عملية لتوجيه اختياره نحو المتغيرات والبناءات الأنسب لدراساته [(Blair, 2016)]. تعتمد هذه الاستراتيجيات على عدة خطوات تبدأ بمراجعة الأدبيات السابقة، ثم الاستناد إلى النظرية، وتقييم أهمية وقابلية قياس المتغيرات، وأخيرًا تصنيفها بناءً على نوعيتها.
تعد مراجعة الأدبيات السابقة خطوة أساسية لتحديد المتغيرات والبناءات التي تم استخدامها في الدراسات ذات الصلة. من خلال تحليل هذه الدراسات، يمكن للباحث التعرف على العلاقات بين المتغيرات التي تم اختبارها سابقًا وتحديد الثغرات المعرفية التي يمكن ملؤها عبر دراسة متغيرات جديدة [(Paltridge & Starfield, 2007)].
على سبيل المثال، إذا كانت هناك دراسات سابقة حول تأثير “القيادة التحويلية” (Transformational Leadership) على “الأداء التنظيمي” (Organizational Performance)، فإن الباحث يمكنه أن يركز على تحليل هذه العلاقة لمعرفة ما إذا كانت هناك ثغرات أو عوامل أخرى لم يتم دراستها بعد. قد يكتشف الباحث أن معظم الدراسات ركزت على المتغيرات الكمية مثل “مستوى الإنتاجية”، لكنها أغفلت المتغيرات النوعية مثل “جودة الحياة التنظيمة” [(Levin, 2006)]. هذا النهج يساعد الباحث في تحديد الفرضيات الجديدة التي يمكن اختبارها لملء هذه الثغرات.
اختيار النظرية الأنسب هو الخطوة الثانية لتحديد المتغيرات والبناءات المناسبة. يجب أن تكون النظرية المستخدمة متسقة مع موضوع البحث وأهدافه [(Murray & Hughes, 2008)]. على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على تحسين “التجربة التعليمية الرقمية” (Digital Learning Experience)، فإن نظرية “التعلم البنائي” (Constructivist Theory) ستكون الأنسب لتوجيه الباحث نحو اختيار المتغيرات المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي والمعرفي بين الطلاب.
بمجرد اختيار النظرية، يجب تحديد المفاهيم والمتغيرات الرئيسية فيها. على سبيل المثال، نظرية “التوازن التنظيمي” (Institutional Balance Theory) قد تتضمن مفاهيم مثل “السلطة التنظيمة” (Organizational Power) و”المرونة التنظيمة” (Organizational Flexibility). يمكن استخدام هذه المفاهيم كنقاط انطلاق لتطوير أسئلة بحث واضحة وفرضيات قابلة للاختبار [(Blair, 2016)].
قياس مدى أهمية المتغير في تفسير الظاهرة المدروسة هو جزء حاسم من عملية الاختيار. يجب أن تكون المتغيرات المختارة ذات أهمية نظرية وعملية، مما يعني أنها تساهم في تطوير المعرفة وحل المشكلات الواقعية [(Single, 2010)].
على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على تحسين “الأداء المالي” (Financial Performance) للشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)، فإن المتغيرات مثل “إدارة رأس المال العامل” (Working Capital Management) و”الابتكار التنظيمي” (Organizational Innovation) ستكون ذات أهمية كبيرة لأنها ترتبط مباشرة بالأهداف المالية للشركة. يجب أيضًا تقييم مدى تأثير المتغير على المتغيرات الأخرى في البحث. على سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير “إدارة رأس المال العامل” على “ربحية الشركة” (Profitability) لمعرفة إذا كان لهذا المتغير تأثير مباشر وقوي على النتائج [(Lee, 2007)].
قبل اختيار المتغيرات، يجب تقييم قابلية قياسها. يجب أن تكون هناك أدوات قياس مناسبة للمتغيرات المختارة، ويجب تقييم صدق وثبات هذه الأدوات [(Rolfe, 2006)]. على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على “الرضا الوظيفي” (Job Satisfaction)، فإن استبيانات مثل “استبيان Herzberg” يمكن أن تكون أدوات فعالة لقياس هذا المتغير.
تجنب استخدام المتغيرات التي يصعب قياسها أو تعريفها بشكل دقيق. على سبيل المثال، “الثقافة التنظيمة” (Organizational Culture) قد تكون بناءً نظريًا مهمًا، لكنها غالبًا ما تكون غامضة وغير قابلة للقياس المباشر. لذلك، يجب تحديد مؤشرات أو مقاييس فرعية تعكس هذا البناء، مثل “مستوى التعاون بين الموظفين” أو “الثقة في الإدارة” [(Baumeister & Leary, 1997)].
تصنيف المتغيرات إلى كمية ونوعية، مستقلة وتابعة، وسيطة ومعدلة، هو جزء أساسي من العملية المنهجية. هذا التصنيف يساعد الباحث في اختيار الأساليب الإحصائية الأنسب لتحليل البيانات [(Kraska, 2010)].
لتوضيح كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن تقسيم العملية إلى خطوات عملية:
هذه الخطوات تضمن أن يكون لدى الباحث فهم واضح للمتغيرات والبناءات الأنسب لدراساته، مما يعزز من صحة وموثوقية النتائج.
توضيح كيفية تحديد المتغيرات والبناءات في البحث العلمي يتطلب تقديم أمثلة عملية من مجالات مختلفة. سنتناول هنا أربعة أمثلة تتعلق بمجالات إدارة الموارد البشرية، الاقتصاد، التسويق، والمحاسبة لشرح العلاقة بين المتغيرات ودورها في تحقيق أهداف البحث [(Blair, 2016)].
إشكالية البحث : “تأثير برامج التدريب على أداء العاملين.”
هذا السؤال البحثي يركز على فهم كيف يمكن لبرامج التدريب المختلفة أن تؤثر على الأداء الوظيفي للعاملين.
إشكالية البحث : “أثر السياسات النقدية على التضخم.”
هذا السؤال يركز على دراسة العلاقة بين السياسات النقدية ومستوى التضخم في الاقتصاد الوطني أو الدولي.
على سبيل المثال، إذا كان البحث يركز على تأثير زيادة المعروض النقدي على التضخم، فإن الباحث يجب أن يدرس أيضًا كيف يؤثر هذا المتغير على الاستثمار أو الإنفاق الحكومي كخطوة وسيطة قبل ظهور النتائج النهائية.
هذه الأمثلة توضح أهمية اختيار المتغيرات الأنسب لدراسة المشكلة البحثية، مع التركيز على قابلية القياس ومدى توافقها مع النظرية المختارة.
إشكالية البحث : “فعالية استراتيجيات التسويق الرقمي في زيادة المبيعات.”
يهدف هذا البحث إلى فهم كيفية تحسين استراتيجيات التسويق الرقمي لتحقيق نتائج أفضل في السوق.
على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تستخدم الإنفاق الكبير على التسويق الرقمي لمنتج جديد، فقد يكون لهذا الإنفاق تأثير مختلف على الفئات العمرية الشابة مقارنة بكبار السن الذين قد لا يستخدمون الإنترنت بشكل كبير.
إشكالية البحث : “أثر تطبيق معايير المحاسبة الدولية على جودة التقارير المالية.”
يهدف هذا البحث إلى دراسة كيفية تحسين جودة التقارير المالية بعد تطبيق المعايير الدولية.
تعد عملية تحديد المتغيرات والبناءات جزءًا أساسيًا من إعداد البحث العلمي، وهي تتطلب مهارات متعددة ومرونة فكرية. يمكن للباحثين تحسين هذه العملية من خلال اتباع استراتيجيات دقيقة تعتمد على الاستشارة مع الخبراء، المرونة في الاختيار، التفكير الأخلاقي، وتحديد القيمة المضافة للمتغيرات.
يمكن أن تكون الاستشارة مع الخبراء والزملاء خطوة حاسمة في تحسين عملية تحديد المتغيرات والبناءات. يلعب المشرفون وأعضاء اللجنة العلمية دورًا محوريًا في تقديم النصائح والإرشادات التي تساعد الباحثين على اختيار المتغيرات الأنسب لدراساتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزملاء تقديم وجهات نظر مختلفة حول كيفية قياس المتغيرات. على سبيل المثال، قد يقترح أحد الزملاء استخدام مقاييس الكفاءة الذاتية (Self-Efficacy Scales) بدلاً من الاعتماد على الملاحظات الشخصيةية عند دراسة “تأثير المهارات القيادية على الإنتاجية”.
إن التمسك بشدة بالمتغيرات المبدئية دون مراعاة المعلومات الجديدة أو التحديات العملية قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو حتى فشل المشروع البحثي. لذلك، يجب على الباحثين تبني مقاربة مرنة عند اختيار المتغيرات والبناءات.
على سبيل المثال، إذا كانت الدراسة تبحث في “تأثير البيئة التنظيمة على الإبداع”، وقد واجه الباحث صعوبات في قياس “الإبداع”، يمكنه استخدام منتجات فنية أو كتابية كمؤشرات لهذا المتغير.
تلعب الأخلاقيات دورًا كبيرًا في البحث العلمي، خاصة عند اختيار المتغيرات والبناءات. يجب على الباحثين مراعاة التضمينات الأخلاقية المرتبطة بكل متغير يختارونه.
يجب على الباحثين اختيار المتغيرات التي تضيف قيمة حقيقية إلى المعرفة الموجودة وتخدم أهداف البحث. هناك عدة نقاط يجب مراعتها لتحقيق هذا الهدف:
تعد عملية تحديد المتغيرات والبناءات بشكل دقيق خطوة أساسية لضمان نجاح البحث العلمي وتحقيق أهدافه . يُشجَّع الباحثون على اتباع منهجية شاملة وواقعية في اختيار المتغيرات، تأخذ بعين الاعتبار أهميتها النظرية والعملية، قابليتها للقياس، ومدى توافقها مع أهداف البحث. كما أن هذه العملية ليست ثابتة، بل تتطلب مرونة وتفكيرًا نقديًا مستمرًا لتكييف الاختيار مع التحديات الجديدة أو المعلومات المتجددة. يجب على الباحثين إعادة النظر المستمر في اختياراتهم وتعديلها عند الحاجة لتعزيز صحة النتائج واستنتاجاتها. بالتالي، فإن الدقة في تحديد المتغيرات والبناءات هي الأساس لتحقيق بحث علمي متماسك ومبتكر.
1. ما هو الفرق الأساسي بين المتغير (Variable) والبناء (Construct) في البحث العلمي؟ (الهدف: توضيح الفرق بين المفهوم القابل للقياس المباشر والمفهوم المجرد)
المتغير هو خاصية قابلة للقياس أو الملاحظة بشكل مباشر، مثل العمر أو الدخل أو الجنس. أما البناء، فهو مفهوم نظري مجرد وغير قابل للقياس المباشر، مثل الذكاء أو الرضا الوظيفي أو الإبداع. يتم قياس البناء بشكل غير مباشر من خلال مجموعة من المتغيرات التي تعمل كمؤشرات له.
2. ما هي الأبعاد (Dimensions) في البحث العلمي؟ وكيف تختلف عن المتغيرات والبناءات؟ (الهدف: توضيح دور الأبعاد في قياس البناءات المعقدة)
الأبعاد هي الجوانب أو المكونات المختلفة التي تشكل البناء المعقد. فمثلاً، جودة الحياة يمكن قياسها من خلال أبعاد مثل الصحة البدنية، الصحة النفسية، العلاقات الاجتماعية، والمستوى المعيشي. تختلف الأبعاد عن المتغيرات التي تقيس هذه الأبعاد، وعن البناء الذي يمثل المفهوم الكلي.
3. كيف يمكنني تحديد الأبعاد المناسبة لبناء معين؟ وما هي الأدوات التي يمكنني استخدامها لقياس هذه الأبعاد؟ (الهدف: شرح كيفية تفكيك البناءات المعقدة إلى أجزاء قابلة للقياس)
لتحديد الأبعاد المناسبة لبناء معين، يجب مراجعة الأدبيات والنظريات ذات الصلة. بعد تحديد الأبعاد، تُستخدم استبيانات أو مقاييس متعددة العناصر لجمع البيانات. كل بعد يُقاس بشكل منفصل، ثم تُجمع النتائج للحصول على صورة شاملة للبناء. التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي يساعد في التحقق من صحة الأبعاد.
4. ما هي التحديات الشائعة التي تواجه الباحثين عند اختيار المتغيرات والبناءات؟ وكيف يمكنني التغلب على هذه التحديات؟ (الهدف: توضيح الصعوبات المحتملة وتقديم حلول عملية)
تشمل التحديات صعوبة قياس المفاهيم المجردة، عدم وضوح العلاقة بين النظرية والواقع، ونقص الأدوات المناسبة. للتغلب على هذه التحديات، يجب مراجعة الأدبيات بعمق، الاستشارة مع الخبراء، إجراء دراسات استطلاعية، تطوير أدوات قياس جديدة، وتوخي الحذر عند تفسير النتائج. يمكن أيضًا استخدام أساليب البحث النوعي لاستكشاف المفاهيم بشكل أعمق.
5. من أين يحصل الباحث على الأبعاد التي يعتمدها للبناء في بحثه العلمي؟
يحصل الباحث على أبعاد البناء من مصادر متنوعة، أهمها: مراجعة الأدبيات السابقة والنظريات ذات الصلة لتحديد الأبعاد المستخدمة سابقًا. كما يمكن الاستعانة بآراء الخبراء من خلال المقابلات ومجموعات التركيز. إضافةً إلى ذلك، قد يلجأ الباحث إلى التحليل المفاهيمي وتطوير نماذج نظرية جديدة لتحديد الأبعاد المناسبة.
Blair, L. (2016). Writing a Graduate Thesis or Dissertation . Rotterdam: Sense Publishers.
Booth, W. C., Papaioannou, D., & Sutton, A. J. (2012). Systematic Approaches to a Successful Literature Review . Los Angeles, CA: Sage.
Creswell, J. W. (2013). Qualitative Inquiry & Research Design: Choosing Among Five Traditions . Thousand Oaks, CA: Sage.
Fink, A. (2010). Conducting Research Literature Reviews: From the Internet to Paper . Los Angeles, CA: Sage.
Johnson, B., & Christensen, L. (2013). Educational Research: Quantitative, Qualitative, and Mixed Approaches . Thousand Oaks, CA: Sage.
Kiley, M. (2009). Identifying threshold concepts and proposing strategies to support doctoral candidates. Innovations in Education and Teaching International , 46(3), 293-304.
Kraska, M. (2010). Quantitative research. In N. J. Salkind (Ed.), Encyclopedia of Research Design (pp. 1167–1172). Thousand Oaks, CA: Sage.
Lee, Y. (2007). Developing effective supervisors: Concepts of research supervision. South African Journal of Higher Education , 21(4), 680–693.
Murray, N., & Hughes, G. (2008). Writing Up Your University Assignments and Research Projects . Berkshire: Open University Press.