Enter your email address below and subscribe to our newsletter

صورة مقسمة توضح أدوات جمع البيانات الأولية في بحوث التسويق: الملاحظة في مقهى مقابل استكمال الاستطلاع عبر الإنترنت

أدوات جمع البيانات الاولية في بحوث التسويق: الملاحظة والاستبيان

Share your love

أهلًا بكم مجددًا في محاضرتنا لهذا اليوم، والتي تأتي تتويجًا لما تناولناه في اللقاء السابق حول جمع البيانات الثانوية في بحوث التسويق. بعد أن استعرضنا مُختلف مصادر البيانات الثانوية، وإمكاناتها وحدودها في الإجابة عن الأسئلة البحثية، ننتقل اليوم إلى قلب عملية البحث التسويقي، وهو جمع البيانات الأولية. تُعتبر البيانات الأولية مُهمة لِمَا تُمثله من معلوماتٍ جديدةٍ ومُخصصةٍ تُلبّي احتياجات البحث بشكلٍ دقيق. وإذا كانت البيانات الثانوية بمثابة بناء يُبنى عليه، فإن البيانات الأولية هي لبنات البناء ذاتها.

في هذه المحاضرة، سنتعمق في عالم أدوات جمع البيانات الأولية في بحوث التسويق. سنستعرض بشكلٍ تفصيلي أربعًا من أكثر الأدوات شيوعًا و فعاليةً، وهي: الملاحظة، الاستبيان، المقابلة، ومجموعات التركيز.

سنتناول كلّ أداةٍ من هذه الأدوات بشكلٍ مُفصل، مع التركيز على: تعريفها، مزاياها وعيوبها، خطوات تطبيقها، أنواعها، و أمثلة عملية على استخدامها في سياقات بحثية مُختلفة. سنسعى إلى تمكينكم من فهم إمكانيات كلّ أداةٍ و اختيار الأداة أو مزيج الأدوات الأمثل لِإنجاز أبحاثكم التسويقية بشكلٍ فعّال ومُنتج. هدفنا هو تمكينكم من التخطيط لِجمع البيانات الأولية بشكلٍ منهجيّ ودقيق، مُراعيين جميع الاعتبارات الأخلاقية والمنهجية الضرورية. لذلك، كونوا مستعدّين لِرحلةٍ شيّقةٍ في عالم أدوات جمع البيانات الأولية!

أهمية جمع البيانات الاولية في بحوث التسويق

تُعدّ جمع البيانات الأولية ركيزةً أساسيةً في بحوث التسويق، إذ تُوفر معلومات فريدةً وذات صلةٍ مباشرةً بالمشكلة البحثية محل الدراسة. تتميز هذه البيانات بأنها مُخصصةٌ خصيصاً للبحث الحالي، وبالتالي تُعزز دقة النتائج وتُقلّل من احتمالية التحيز المُرتبط باستخدام بيانات ثانوية موجودة مسبقاً. وتتجلى أهمية جمع البيانات الأولية في النقاط التالية:

  • التخصيص والدقة: تُمكّن البيانات الأولية الباحث من الحصول على معلومات مُخصصة لِمُتغيّرات دراسته بشكلٍ دقيق، مما يُساعد على إجابة أسئلة البحث بشكلٍ أكثر شموليةً ودقة. فبدلاً من الاعتماد على بياناتٍ عامةٍ قد لا تُناسب سياق الدراسة، يُمكن للبيانات الأولية أن تُغطي الجوانب المُحددة والحساسة للبحث.
  • التحكم في جودة البيانات: يُتيح جمع البيانات الأولية للباحث التحكم في جودة البيانات من بداية عملية جمعها. يمكنه التأكد من دقة الأسئلة، ملاءمة أدوات الجمع، و منهجية التسجيل، مما يُعزز مصداقية النتائج ويُقلّل من أخطاء القياس والترميز.
  • التحليل المُعمّق: تُتيح البيانات الأولية إجراء تحليل أعمق للمشكلة البحثية، بما في ذلك استكشاف العلاقات بين المتغيرات و اختبار الفرضيات بشكلٍ مُناسب. ويساعد هذا في التوصل إلى نتائج دقيقة ومُفيدة في اتخاذ القرارات التسويقية.
  • الاستجابة لسياق معين: تُمكن البيانات الأولية الباحث من جمع معلومات تُلقي الضوء على سياق ظاهرة معينة. وهذا يُساعد على فهم العوامل المؤثرة على السلوك الاستهلاكي بشكلٍ أكثر شموليةً.
  • الابتكار في الاستراتيجيات: تُساعد البيانات الأولية على تطوير استراتيجيات تسويقية مُبتكرة ومُخصصة لجمهور مُستهدف معين. فمن خلال فهم احتياجات ورغبات المستهلكين بِدقة، يُمكن إعداد حملات إعلانية فعّالة وجذابة.

فيما يلي نستعرض كل اداة من ادوات جمع البيانات الاولية بالتفصيل.

الملاحظة كأحد أدوات جمع البيانات الأولية في بحوث التسويق:

الملاحظة في بحوث التسويق هي أسلوب منهجي وجمع بيانات أوليّ يعتمد على مُراقبة سلوك الأفراد أو الظواهر ذات الصلة بالمنتج أو الخدمة أو السوق المُستهدف، دون التدخل المباشر من الباحث. تُسجَّل هذه الملاحظات بدقة، سواءً كانت وصفية أو كمية، لتحليلها لاحقًا وفهم سلوك المستهلك واتخاذ القرارات التسويقية بناءً عليه. تُعدّ الملاحظة أداة أساسية لجمع البيانات الأولية لأنها تُتيح للباحثين فهم السلوك الفعلي للمستهلكين، بدلاً من الاعتماد على بيانات ذاتية قد تكون مُشوّشة أو غير دقيقة. تُعتبر الملاحظة أكثر فائدة عندما يصعب أو يستحيل على الأفراد وصف سلوكهم بدقة، أو عندما تكون هناك رغبة في دراسة سلوكيات غير واعية أو لاإرادية.

ثلاثة تعريفات للملاحظة:

  1. الملاحظة هي عملية تسجيل منهجي وسجلّ دقيق للأحداث التي تحدث في إطار بيئي محدد، دون محاولة من الباحث للتلاعب بهذه الأحداث أو التأثير عليها. هذا التعريف يشدد على الجانب المنهجي والحيادية في عملية الملاحظة.
  2.  ” الملاحظة هي أسلوب جمع البيانات الذي يجمع فيه الباحثون البيانات من خلال مراقبة سلوك الأفراد و الظواهر في بيئتها الطبيعية أو المُصممة خصيصًا، مع التركيز على تسجيل الملاحظات بشكل دقيق و موضوعي”. هذا التعريف يُضيف أهمية البيئة، سواءً كانت طبيعية أو مُعدّة مسبقًا، بالإضافة إلى التركيز على الموضوعية.
  3.  “الملاحظة المشاركة هي طريقة بحثية تتطلب من الباحث الانغماس في الثقافة أو البيئة التي يتم دراستها، والمشاركة في أنشطتها اليومية، من أجل فهم أعمق للسلوكيات والعادات.” مع أن هذا التعريف يركز على الملاحظة المشاركة (وهو نوع خاص من الملاحظة)، إلا أنه يُبرز أهمية الانغماس العميق وفهم السياق الذي يحدث فيه السلوك المُراد دراسته.

يُلاحظ أنّ هذه التعريفات، على اختلافها الطفيف، تتفق على أهمية المنهجية، والدقة، والموضوعية في عملية الملاحظة في بحوث التسويق، مما يجعلها أداة قوية وموثوقة لجمع البيانات الأولية.

أهمية أداة الملاحظة في بحوث التسويق

تُعدّ الملاحظة أداةً بالغة الأهمية في بحوث التسويق لفهم سلوك المستهلك واتخاذ قرارات تسويقية مدروسة وفعّالة. فبفضلها، يتجاوز الباحثون حدود البيانات الذاتية التي قد تُشوَّشها عوامل نفسية أو اجتماعية، مُتيحين لهم الوصول إلى فهم أعمق للسلوك الفعلي للمستهلكين. تكمن أهمية الملاحظة في النقاط التالية:

  • الكشف عن السلوك غير اللفظي: لا يُعبّر المستهلكون دائمًا عن أفكارهم و دوافعهم بشكل صريح. الملاحظة تُتيح للباحثين فهم السلوك غير اللفظي مثل تعابير الوجه، لغة الجسد، وحركات العين، التي تُكشف عن مشاعر المستهلكين ومُستوى ارتياحهم تجاه منتج أو خدمة معينة، مما يُساعد على تحسين تصميم المنتجات وتجربة المستخدم.
  • فهم سلوك الشراء الفعلي: تُبيّن الملاحظة كيف يتفاعل المستهلكون مع المنتجات في بيئة التسوق الفعلية. يمكن للباحثين مُراقبة سلوكهم عند تصفح الرفوف، اختيار المنتجات، وتفاعلهم مع العروض الترويجية، مما يُقدّم معلومات قيّمة حول فعالية استراتيجيات العرض والترويج.
  • الكشف عن نقاط الألم: يمكن للملاحظة الكشف عن نقاط الألم التي يواجهها المستهلكون أثناء تفاعلهم مع منتج أو خدمة معينة. فمثلاً، قد يُلاحَظ صعوبة استخدام منتج معين أو نقص معلومات معينة على العبوة، مما يُساعد على تحسين المنتج وتجربة المستخدم.
  • التحليل الإثنوغرافي: تُستخدم الملاحظة بشكل مكثّف في الأبحاث الإثنوغرافية، حيث ينغمس الباحث في بيئة المستهلك لفهم سياق استهلاكه وتفاعلاته الاجتماعية مع المنتجات. هذا النوع من الملاحظة يُتيح فهمًا أعمق للسلوك الاستهلاكي في سياقه الطبيعي.
  • الاختبارات التجريبية: تُستخدم الملاحظة في تصميم و تحليل التجارب التسويقية، حيث يُراقب الباحثون ردود أفعال المستهلكين على منتجات أو عروض مُختلفة، مما يُساعد على تقييم فعالية هذه العروض واختيار الأنسب.
  • توفير البيانات الموضوعية: على عكس الاستبيانات التي تعتمد على تصريحات ذاتية، تُوفر الملاحظة بيانات موضوعية تُعبّر عن السلوك الفعلي للمستهلكين، مما يزيد من مُوثوقية نتائج البحث.

مزايا وعيوب الملاحظة في بحوث التسويق:

الملاحظة أداة قوية في بحوث التسويق، لكن يجب استخدامها بحذر ووعي بمزاياها وعيوبها.

مزايا الملاحظة:

  • الحصول على بيانات طبيعية

تُتيح الملاحظة دراسة سلوك المستهلكين في بيئتهم الطبيعية، مما يضمن واقعية البيانات وأقل تأثراً بتأثير الباحث. على عكس الاستبيانات التي قد تُغيّر من سلوك المشاركين، الملاحظة تُسجّل السلوك كما هو.

  • اكتشاف سلوكيات غير معلنة

كثير من سلوكيات المستهلكين تكون لا واعية أو يصعب التعبير عنها لفظيًا. الملاحظة تُساعد على اكتشاف هذه السلوكيات، مثل لغة الجسد، تعابير الوجه، وطريقة تفاعل المستهلك مع المنتج.

  • مرونة في التصميم

تُتيح الملاحظة مرونة كبيرة في تصميم البحث، حيث يمكن للباحث تعديل استراتيجيته خلال عملية جمع البيانات بناءً على الملاحظات الأولية.

  • التسجيل المباشر  

يتم تسجيل السلوكيات في الوقت الفعلي، مما يقلل من احتمالية التحيز الناتج عن الاعتماد على الذاكرة.

  • دراسة مجموعات صعبة الدراسة   

الملاحظة فعّالة في دراسة مجموعات يصعب الوصول إليها أو التي قد تُقاوم المشاركة في طرق بحث أخرى (مثل الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقات).

  • فهم سياق السلوك  

الملاحظة تُتيح فهم سياق السلوك، أي العوامل البيئية والثقافية والاجتماعية التي تؤثر عليه، مما يُساعد على تفسير نتائج البحث بشكل أدق.

عيوب الملاحظة:

  • صعوبة التعميم

قد يكون من الصعب تعميم النتائج المُستخلصة من عينة صغيرة مُحددة على مجموعة أكبر من المستهلكين.

  • صعوبة تفسير البيانات

تفسير البيانات المُستخلصة من الملاحظة يتطلب مهارات تحليلية عالية، حيث يجب على الباحث التمييز بين الملاحظات المهمة والغير مهمة، وتفسير العلاقات بين السلوكيات المختلفة.

  • تأثير الباحث على المشاركين

معرفة المشاركين بأنهم مُراقَبون قد يؤثر على سلوكهم، مما يُشوّش نتائج البحث. هنا تأتي أهمية الملاحظة المقنعة.

  • تكلفة عالية

 الملاحظة قد تتطلب موارد بشرية ومالية كبيرة، خاصة في حالة الملاحظة المشاركة على المدى الطويل.

  • استهلاك وقت طويل

جمع البيانات من خلال الملاحظة قد يستغرق وقتًا طويلاً، خاصةً عند دراسة سلوكيات غير متكررة.

  • القيود الأخلاقية

يجب على الباحثين مراعاة القيود الأخلاقية، مثل حماية خصوصية المشاركين، و الحصول على موافقتهم المُستنيرة، خاصةً في حالة الملاحظة المقنعة.

طرق الملاحظة في بحوث التسويق:

يمكن استخدام مجموعة متنوعة من طرق الملاحظة، إما بشكل منفرد أو مجتمعة، لتحقيق أهداف البحث في التسويق. يجب على الباحث اختيار الطريقة الأنسب بناءً على طبيعة المشكلة البحثية، الموارد المتاحة، والقيود الأخلاقية. يمكن تصنيف طرق الملاحظة بناءً على عدة معايير:

مستوى الهيكلة

  • الملاحظة المنظمة

تُستخدم عندما تكون مشكلة البحث محددة بوضوح، ويتم تحديد الملاحظات المُراد تسجيلها مسبقاً. يُعطى المراقبون تعليمات مُحددة و مُفصلة، وغالباً ما يُستخدم نموذج مُحدد لتسجيل الملاحظات. هذا يُعزز الموضوعية ويُسهّل تحليل البيانات، لكنه قد يُفتقر إلى المرونة. مثال: مراقبة عدد المرات التي يُمسك فيها المستهلك منتجًا معينًا في متجر.

  • الملاحظة غير المنظمة

 تُستخدم عندما تكون مشكلة البحث أقل تحديدًا، و يُمنح المراقبون حرية ملاحظة أي شيء يعتبرونه مُهمًا. هذا يُتيح اكتشاف معلومات غير مُتوقعة، لكنه يُعاني من زيادة في الذاتية وصعوبة تحليل البيانات. مثال: مراقبة سلوك المستهلكين في مقهى لفهم تفاعلاتهم الاجتماعية والبيئة المحيطة.

مستوى التخفي

  • الملاحظة المقنعة

يُخفي الباحث هويته أو غرض دراسته عن المشاركين. هذا يُقلل من تأثير الباحث على سلوك المشاركين، لكنه يثير تساؤلات أخلاقية حول الموافقة المُستنيرة والخصوصية. مثال: مراقبة سلوك المستهلكين من خلال كاميرات خفية.

  • الملاحظة غير المقنعة

يعلم المشاركون بأنهم مُراقَبون. هذا يُسهّل الحصول على الموافقة المُستنيرة، لكنه قد يؤثر على سلوكهم. مثال: مراقبة المستهلكين في متجر مع علمهم بأنهم يُشاركوا في دراسة.

بيئة الدراسة  

  • الملاحظة الميدانية

تُجرى في البيئة الطبيعية للمشاركين. تُتيح فهم السلوك في سياقه الحقيقي، لكنها قد تُعاني من صعوبة التحكم في المتغيرات.

  • الملاحظة المختبرية

تُجرى في بيئة مُتحكمة، مما يُسهّل التحكم في المتغيرات والجمع المنهجي للبيانات. لكنها قد تُفتقر إلى الواقعية.

طريقة التسجيل 

  • الملاحظة المباشرة

مراقبة السلوك في الوقت الفعلي.

  • الملاحظة غير المباشرة

دراسة آثار سلوك المشاركين، مثل تحليل المحتوى أو تحليل الآثار (مثل فحص سلال المهملات(.

أداة الملاحظة

  • الملاحظة البشرية

يُقوم الباحثون بمراقبة وتسجيل السلوك.

  • الملاحظة الميكانيكية

استخدام أجهزة مثل كاميرات التلفزيون الدوائر المغلقة، أجهزة تسجيل الحركة، أو أجهزة قياس النظرات لتسجيل السلوك.

الجمع بين الطرق: يُمكن و يُنصح غالباً بالجمع بين عدة طرق ملاحظة لتحقيق فهم شامل. مثلاً، قد يُستخدم الملاحظة الميدانية غير المقنعة مع ملاحظة منظمة لجمع بيانات كافية وموضوعية.

اختيار الطريقة الأنسب يعتمد على أهداف البحث والموارد المتاحة والاعتبارات الأخلاقية. فهم مزايا و عيوب كل طريقة يُساعد الباحثين على اتخاذ القرار الأمثل.

أنواع الملاحظة من حيث طريقة التسجيل 

هذا تصنيف جيد لأنواع الملاحظة في بحوث التسويق. دعني أضيف بعض التفاصيل لتوضيح كل نوع:

أنواع الملاحظة المباشرة:

  • الملاحظة المشاركة   

يشارك الباحث بنشاط في الأنشطة اليومية للمجموعة أو البيئة التي يتم دراستها. هذا يسمح له بفهم أعمق للسياق الاجتماعي والثقافي الذي يؤثر على سلوك المستهلك. مثال: باحث يعيش مع مجموعة من المستهلكين لفترة من الزمن لدراسة عاداتهم الغذائية. ميزة هذا النوع هو العمق في الفهم، لكن عيبه هو احتمال تحيز الباحث أو تأثيره على السلوك المُراد دراسته.

  • الملاحظة غير المشاركة

يراقب الباحث من بعيد دون التفاعل المباشر مع المشاركين. هذا يقلل من احتمالية تأثير الباحث على السلوك، لكنه قد يفتقر إلى العمق في الفهم. مثال: باحث يراقب سلوك المتسوقين في مركز تجاري من خلال كاميرات خفية.

  • الملاحظة المقنعة   

يخفي الباحث هويته كباحث، مما يسمح له بمراقبة سلوك المستهلكين بشكل طبيعي دون أن يؤثر وجوده عليهم. مثال: باحث يتظاهر بأنه عميل عادي في متجر لتسجيل سلوك الموظفين و تفاعلهم مع العملاء. لكن هذا النوع يثير تساؤلات أخلاقية حول الخصوصية والموافقة.

أنواع الملاحظة غير المباشرة:

  • تحليل الآثار   

دراسة آثار سلوك المستهلكين على البيئة المحيطة. بدلاً من مراقبة السلوك مباشرة، يُحلّل الباحث الأدلة التي تُشير إلى هذا السلوك. أمثلة: قياس مستوى التآكل على أرضية متجر لتحديد المناطق الأكثر ازدحامًا، أو فحص سلال المهملات لفهم عادات الاستهلاك. هذا النوع مفيد عندما يصعب أو يستحيل مراقبة السلوك مباشرة.

  • تحليل المحتوى   

تحليل البيانات غير رقمية مثل الوثائق، الصور، التسجيلات الصوتية أو الفيديو، والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. يُستخدم لتحديد أنماط أو مواضيع مُحددة في البيانات. مثال: تحليل تعليقات العملاء على منتج معين على مواقع التواصل الاجتماعي لفهم آرائهم ورضاهم. هذا النوع يُتيح تحليل كمية كبيرة من البيانات.

طرق حديثة في جمع البيانات الاولية القائمة على الملاحظة

  تطورت طرق جمع البيانات القائمة على الملاحظة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مدعومة بالتقدم التكنولوجي. إليكم بعض طرق الملاحظة الحديثة المستخدمة في بحوث التسويق:

تتبع العين 

وهي تقنية تقيس حركات العين لتحديد ما ينظر إليه المستهلكون، ومدة نظرهم إليه، ومسار نظرهم. وتستخدم هذه التقنية لقياس مدى جذب الإعلانات أو تصميمات المواقع الإلكترونية، فهم كيفية تفاعل المستهلكين مع واجهات المستخدم، اختبار فعالية عناصر التصميم في المتاجر و المواقع.

  • المزايا : بيانات دقيقة حول الاهتمام المرئي، فهم السلوك اللاواعي، قابلية التكرار.
  • العيوب: التكلفة، المتطلبات التقنية، إمكانية تأثير الطريقة على السلوك.

تحليل تعابير الوجه

يتم استخدام البرمجيات لتحليل تعابير الوجه لفهم المشاعر والاستجابات العاطفية المُرتبطة بمنتج أو إعلان. وتستخدم هذه لاختبار الاستجابة العاطفية للإعلانات، تقييم رضا العملاء عن المنتج أو الخدمة، فهم كيفية تفاعل المستهلكين مع تجربة المستخدم.

  • المزايا: فهم الاستجابات العاطفية اللاواعية، قياس المشاعر بدقة، كفاءة في جمع البيانات.
  • العيوب: التكلفة، القيود الثقافية (تختلف تعابير الوجه بناءً على الثقافة)، إمكانية عدم دقة التحليل.

تتبع الموقع

يتم تتبع موقع المستهلكين باستخدام الهواتف الذكية أو أجهزة GPS لفهم حركتهم و أنماط زياراتهم لأماكن معينة. ويستخدم هذا التتبع لفهم أنماط الحركة للمستهلكين في متاجر التجزئة، تحديد المواقع الجغرافية الأكثر فعالية للتسويق، اختبار فعالية استراتيجيات وضع المتاجر.

  • المزايا: فهم السلوك في العالم الحقيقي، بيانات دقيقة حول الحركة، تحديد المواقع الجغرافية الاستراتيجية.
  • العيوب: الخصوصية، القضايا الأخلاقية، إمكانية عدم دقة التتبع في بعض المناطق.

تحليل وسائل التواصل الاجتماعي  

يتم القيام بتحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي (مثل المنشورات، التعليقات، الهاشتاجات) لفهم آراء المستهلكين وسلوكهم ونقاشاتهم حول منتجات أو خدمات معينة. ويستخدم هذا التحليل لرصد السمعة الرقمية، فهم اتجاهات السوق، إجراء أبحاث تكميلية.

  • المزايا: كمية كبيرة من البيانات، فهم آراء المستهلكين، اكتشاف المشاعر والتوجهات.
  • العيوب: البيانات غير مُنظّمة في بعض الأحيان، تحيز البيانات، صعوبة التأكد من مصداقية بعض البيانات.

الاستشعار عن بعد

استخدام التقنيات مثل الأقمار الصناعية أو “الطائرات بدون طيار” لجمع بيانات بصرية عن أماكن مُعينة، مثل متاجر التجزئة أو المواقع المُخصصة للإعلان. ويستخدم تلك لقياس حجم الحشود، رصد سلوك المتسوقين من بعيد، فهم استخدام المرافق.

  • المزايا: جمع بيانات عن مناطق واسعة، قابلية التكرار، مناسبة لدراسة السلوك في مواقع كبيرة.
  • العيوب: التكلفة، الخصوصية، قد تفتقر الدقة في بعض البيانات.

تصميم دراسات الملاحظة:

يُعتبر تصميم دراسات الملاحظة أمرًا بالغ الأهمية لضمان دقة وموثوقية النتائج. يجب أن يكون التصميم منهجيًا ودقيقًا ويشمل الخطوات التالية:

  • تحديد أهداف البحث و الأسئلة البحثية*

هذه الخطوة الأساسية تُحدد ما يُراد معرفته بدقة. يجب أن تكون الأسئلة البحثية واضحة ومحددة وقابلة للقياس من خلال الملاحظة. مثال: “ما هي أنماط سلوك المستهلكين عند اختيار منتج معين في السوبرماركت؟” أو “كيف يتفاعل الأطفال مع لعبة جديدة في البيت؟”

  •  اختيار نوع الملاحظة المناسب  

بناءً على أهداف البحث، يجب اختيار نوع الملاحظة المناسب من حيث:

  • الهيكلة: منظمة أم غير منظمة.
  • التخفي: مقنعة أم غير مقنعة .
  • البيئة: ميدانية أم مختبرية.
  • الطريقة: مباشرة أم غير مباشرة.
  • الأداة: بشرية أم ميكانيكية.

يجب مراعاة المزايا والعيوب لكل نوع قبل الاختيار. مثلاً، الملاحظة المقنعة تُقلل من تأثير الباحث، لكنها تثير مسائل أخلاقية.

  •  تحديد موقع الملاحظة

اختيار المكان المناسب يُؤثر على جودة البيانات. يجب أن يكون الموقع مناسبًا لأهداف البحث ويُتيح فرصة مُلائمة للملاحظة. يجب النظر في الوصول إلى الموقع، الخصوصية، و التحكم في المتغيرات الخارجية.

  • تحديد الفترة الزمنية  

تحديد المدة الزمنية المناسبة للملاحظة يُعتمد على طبيعة السلوك المُراد دراسته. يجب أن تكون المدة كافية لتسجيل البيانات المُهمة دون أن تكون طويلة جدًا لدرجة أن تُصبح غير فعّالة.

  • اختيار أدوات جمع البيانات

اختيار الأدوات المناسبة يُعتمد على نوع الملاحظة وأهداف البحث. قد تتضمن الأدوات:

  • جداول الملاحظة:  تُستخدم في الملاحظة المنظمة.
    • كاميرات الفيديو: لتسجيل السلوك بصورة مرئية.
    • مسجلات الصوت  : لتسجيل المحادثات والأصوات المُهمة.
    • مذكرات الباحث  : لتسجيل الملاحظات والتفسيرات المُهمة.
    • أجهزة ميكانيكية أخرى : مثل أجهزة تتبع العين أو أجهزة قياس السلوك الحركي.
    • تطوير خطة التحليل

يجب تحديد كيف سيتم تحليل البيانات من البداية. هذه الخطوة تُحدد كيفية تصنيف الملاحظات و قياس النتائج وتفسير البيانات.

  • أخلاقيات البحث

يجب مراعاة القضايا الأخلاقية بشكل دقيق، بما في ذلك:

  • الحصول على موافقة مستنيرة : يجب الحصول على موافقة المشاركين قبل بدء الملاحظة، خاصة في حالة الملاحظة غير المقنعة.
  • الحفاظ على الخصوصية : يجب حماية خصوصية المشاركين و عدم كشف هويتهم.
  • الموافقة على تسجيل الصوت والصورة  : في حالة استخدام كاميرات الفيديو أو مسجلات الصوت.
  • إدارة المخاطر  : التعامل مع أي مخاطر أو مضاعفات قد تنتج عن عملية الملاحظة.

اتباع هذه الخطوات بعناية يُساعد على تصميم دراسات ملاحظة منهجية ودقيقة و أخلاقية.

الاستبيان أحد أدوات جمع البيانات الأولية في بحوث التسويق

تعريف الاستبيان:

فيما يأتي تعريفان للاستبيان كأداة لجمع البيانات، مع التركيز على قدرته على جمع كل من البيانات الكمية والنوعية:

تعريفٌ:  1الاستبيان هو أداة منهجية لجمع البيانات، تتسم بالمرونة في تصميمها، تُستخدم لجمع كل من البيانات الكمية، من خلال أسئلة ذات إجابات مُغلقة ومُقاسة، والبيانات النوعية، من خلال أسئلة مفتوحة تسمح للمشاركين بالتعبير عن آرائهم بحرية. يُصمم الاستبيان بهدف الحصول على معلومات مُحددة حول مواضيع بحثية معينة من عينة مُمثلة.”

  1. تعريف:  2 الاستبيان هو أداة بحثية منهجية تُستخدم لجمع بيانات كمية و نوعية من عينة من الأفراد، من خلال طرح مجموعة مُحددة من الأسئلة المُصممة بعناية لجمع معلومات ذات صلة بموضوع البحث. يهدف الاستبيان إلى قياس المتغيرات الكمية وتفسير الآراء والمواقف والخبرات النوعية للمشاركين.”

تصنيف الاستبيانات :

يُصنّف الاستبيان، من حيث هيكلته، إلى نوعين رئيسيين: المنظم وغير المنظم. يُحدد هذا التصنيف درجة التفصيل والتنظيم في تصميم الاستبيان وطريقة طرح الأسئلة.

أولاً: الاستبيانات المنظمة  

التعريف: الاستبيان المنظم هو قائمة مُحددة ومُرتبة مسبقاً من الأسئلة، صُممت لجمع معلومات مُحددة بطريقة منهجية. تكون الأسئلة واضحة ومُصاغَة بعناية، مع تحديد خيارات الإجابة المُمكنة مسبقاً (أسئلة مغلقة)، مما يُسهّل عملية التحليل الإحصائي للبيانات.

مزايا الاستبيانات المنظمة:

  • سهولة التحليل: بسبب هيكل الأسئلة المُحدد، يُصبح تحليل البيانات أسهل وأكثر فعالية. يُمكن استخدام الطرق الإحصائية الكمية بسهولة لحساب المتوسطات، النسب المئوية، و إجراء اختبارات الفرضيات.
  • الموضوعية: يُقلل الهيكل المُحدد من التحيز الشخصي للمُحاور، مما يُعزز موضوعية البيانات المُجمعة. فجميع المُشاركين يُجيبون على نفس الأسئلة بنفس الترتيب، مما يُضمن مقارنةً عادلةً بين الإجابات.
  • سهولة تدريب المحاورين: تدريب المحاورين على إدارة استبيان منظم أسهل من استبيان غير منظم، حيث يُمكن تزويدهم بتعليمات واضحة ومُحددة بشأن طريقة طرح الأسئلة وتسجيل الإجابات.

عيوب الاستبيانات المنظمة  

  • عدم تغطية جميع جوانب الموضوع: قد لا يُغطي الاستبيان المنظم جميع جوانب الموضوع البحثي بسبب هيكله المُحدد مسبقاً. قد يفتقر إلى المرونة في استكشاف جوانب جديدة لم تُخطط لها مسبقاً.
  • صعوبة الوصول إلى المعلومات العميقة: قد لا يُتيح الاستبيان المنظم الوصول إلى معلومات عميقة و تفصيلية حول مواقف ومشاعر المُشاركين، خاصة عندما تُستخدم أسئلة مغلقة فقط.

أمثلة: استبيانات الرضا عن الخدمة، استطلاعات رأي حول منتجات معينة، دراسات لقياس المواقف نحو علامات تجاريّة.

ثانياً: الاستبيانات غير المنظمة   

التعريف: الاستبيان غير المنظم يُتيح للمُحاور مرونة أكبر في صياغة الأسئلة وطرحها، وحتى في تغيير تسلسل الأسئلة بناءً على ردود المُشاركين. يُستخدم هذا النوع عادةً في البحوث الاستكشافية والنوعية، حيث الهدف هو فهم الظاهرة بشكلٍ أكثر عمقاً. غالبًا ما تتضمن هذه الاستبيانات أسئلة مفتوحة.

مزايا الاستبيانات غير المنظمة   

  • المرونة: يُتيح للباحث التكيّف مع ردود المُشاركين وطرح أسئلة متابعة مُناسبة لفهم الموضوع بشكلٍ أكثر عمقاً.
  • عمق المعلومات: يُمكن للاستبيان غير المنظم جمع معلومات أكثر عمقاً وتفصيلاً عن المواقف والخبرات والمشاعر للمُشاركين، حيث يُتيح للمُشاركين التعبير عن أنفسهم بحرية.
  • مناسب للبحوث الاستكشافية: يُستخدم هذا النوع من الاستبيانات في المراحل الأولى من البحث، حيث الهدف هو فهم المشكلة بشكلٍ أفضل قبل التخطيط لدراسة أكثر منهجية.

عيوب الاستبيانات غير المنظمة   

  • صعوبة التحليل: تحليل البيانات المُجمعة من استبيان غير منظم أكثر صعوبة لأنها تحتوي على معلومات نوعية مفتوحة تتطلب تقنيات تحليل نوعي متخصصة.
  • الذاتية: تُعاني البيانات المُجمعة من هذا النوع من الاستبيانات من درجة معينة من الذاتية، لأن صياغة الأسئلة وتسلسلها قد يُؤثر على ردود المُشاركين.
  • تكلفة عالية: إدارة استبيان غير منظم تتطلب محاورين مدربين بشكل جيد، مما يُزيد من تكلفة البحث.

أمثلة: المقابلات العميقة، مجموعات التركيز، دراسات الاستكشاف لتحديد المواضيع الرئيسية قبل إعداد استبيان منظم.

أن اختيار نوع الاستبيان (منظم أم غير منظم) يُعتمد على أهداف البحث، الموارد المتاحة، ومرحلة البحث. فكل نوع له مزايا وعيوب مُحددة.

مرحلة تصميم الاستبيان:

تُعدّ مرحلة تصميم الاستبيان خطوةً بالغة الأهمية في بحوث التسويق، حيث تُحدد جودة البيانات المُجمعة ودقة النتائج. يجب أن يُراعي الباحث عدة جوانب في هذه المرحلة، منها نوع المعلومات المطلوبة وأنواع الأسئلة المُستخدمة وغيرها.

أولاً: نوع المعلومات التي يجب جمعها:

يجب على الباحث أن يُحدد بِدقة نوع المعلومات التي يريد جمعها من خلال الاستبيان، وذلك لتجنّب جمع معلومات غير ذات صلة أو إغفال معلومات مُهمة. يُمكن تصنيف أنواع المعلومات إلى:

  • الحقائق : معلومات مُؤكدة و قابلة للتحقق بشكلٍ موضوعي. مثال: “ما هو عمرك؟”، “ما هو دخلك الشهري؟”، “هل تمتلك سيارة؟”. 
  • الصعوبات: قد يتردّد بعض المُشاركين في الإجابة على أسئلة الحقائق لأسباب الخصوصية أو الخوف من التحيّز.
  • الحقائق شبه : معلومات قد لا تكون دقيقة تماماً، لأنها تعتمد على ذاكرة المُشارك أو تقديراته. مثال: “متى اشتريت آخر هاتف ذكي؟”، “كم مبلغاً تنفق شهرياً على المطاعم؟”
  • الصعوبات: تعتمد دقة هذه المعلومات على دقة ذاكرة المُشارك، وقد يُبالغ أو يُقلل بعضهم في إجاباتهم عن غير عمد.
  • الوعي :معلومات حول مدى معرفة المُشارك بمنتج أو خدمة معينة. مثال: “هل سمعت عن العلامة التجارية X؟”، “هل جربت المنتج Y من قبل؟”. 
  • الصعوبات: يُمكن أن يُبالغ بعض المُشاركين في إجاباتهم لإعطاء انطباع مُعين.
  • الآراء : تعبيرات شخصية حول موضوع معين. مثال: “ما هو رأيك في جودة هذا المنتج؟”، “ماذا تُفضل في هذا الخدمة؟”. 
  • الصعوبات: تُعاني الآراء من درجة معينة من الذاتية، وقد تختلف إجابات المُشاركين بصورة كبيرة.
  • المواقف : ميل المُشارك نحو موضوع معين. مثال: “ما هو موقفك من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟”، “كم تُقدّر أهمية الحفاظ على البيئة؟”. 
  • الصعوبات: قد يُخفي بعض المُشاركين مواقفهم الحقيقية خوفاً من التحيّز أو لأسباب اجتماعية. يجب استخدام أسئلة محايدة ومُصممة بعناية لجمع معلومات دقيقة.
  • الخطط المستقبلية : معلومات عن نية المُشارك في القيام بشيء ما في المستقبل. مثال: “هل تعتزم شراء سيارة جديدة في العام القادم؟”، “هل تُفكّر في الاشتراك في خدمة البث المُباشر X؟”. 
  • الصعوبات: النية لا تُشير بالضرورة إلى السلوك الفعلي، فقد تتغير الخطط بمرور الوقت بسبب ظروف مُختلفة.
  • الأسباب : معلومات عن الدوافع والأسباب التي تُشرح سلوك أو رأي مُعين. مثال: “لماذا اخترت هذا المنتج على غيره؟”، “ما هي الأسباب التي دفعتك إلى اتخاذ هذا القرار؟”. 
  • الصعوبات: قد يُصعب على المُشاركين تحديد الأسباب الحقيقية لسلوكهم، وقد يُقدمون أسباباً مُجتمعياً مُقبولة بدلاً من الأسباب الحقيقية.

ثانياً: أنواع الأسئلة:

يُمكن تصنيف الأسئلة في الاستبيان إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • أسئلة مفتوحة النهاية : تُتيح للمُشارك الإجابة بحرية دون تحديد خيارات مُسبقة. مثال: “ما هو رأيك في خدمة العملاء في شركتنا؟” 
  • المزايا: تُوفر معلومات غنية وتفصيلية. 
  • العيوب: صعوبة التحليل الكمي، و الذاتية في التفسير.
  • أسئلة ثنائية : تُقدم خيارين لِلإجابة فقط، عادةً “نعم/لا” أو “صحيح/خطأ”. مثال: “هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟” 
  • المزايا: سهولة الإجابة والتحليل. 
  • العيوب: معلومات مُحدودة، ولا تُناسب دراسة المواقف المُعقدة.
  • أسئلة متعددة الخيارات : تُقدم عدة خيارات لِلإجابة، يختار المُشارك من بينها الخيار الذي يُناسبُه. مثال: “ما هو مُستوى رضاك عن هذا المنتج؟ (ممتاز، جيد، مُتوسط، ضعيف، سيء)”. 
  • المزايا: سهولة التحليل الكمي، و إمكانية قياس المواقف باستخدام مقاييس مثل مقياس ليكر. 
  • العيوب: قد لا تُغطي جميع الخيارات المُمكنة، وقد يُضطر المُشارك إلى اختيار خيار لا يُعبّر عن رأيه بِدقة.

ثالثا: صياغة الأسئلة:

يجب أن تكون صياغة الأسئلة واضحة ومُباشرة لتجنّب أي غموض أو سوء فهم. يُنصح بإتباع الإرشادات التالية:

  • تجنب الكلمات الصعبة، الغامضة، والأسئلة الطويلة : يجب استخدام لغة بسيطة ومُفهومة لجميع المُشاركين، وتجنّب المصطلحات التقنية أو المُعقدة. يجب أن تكون الأسئلة مُوجزة ومُباشرة، و تجنّب الجمل الطويلة والمُعقدة.
  • تجنب الأسئلة المزدوجة، الأسئلة المُقترحة، والأسئلة غير المحددة:  يجب أن يُطرح سؤال واحد في كل مرة، و تجنّب دمج سؤالين أو أكثر في سؤال واحد. يجب تجنّب صياغة الأسئلة بطريقة مُقترحة، حيث تُشير إلى إجابة مُحددة، أو بطريقة غير مُحددة، حيث لا تُوضح الموضوع بِدقة.
  • أمثلة على صياغة أسئلة جيدة وسيئة:
    • سيئة: “ألا تعتقد أن منتجنا رائع؟” (سؤال مُقترح)
    • جيدة: “ما هو تقييمك لمنتجنا؟ (ممتاز، جيد، مُتوسط، ضعيف، سيء(“
    • سيئة: “هل أنت راضٍ عن خدمتنا وجودة منتجاتنا؟” (سؤال مزدوج(
    • جيدة: “ما هو تقييمك لخدمة العملاء؟ (ممتاز، جيد، مُتوسط، ضعيف، سيء)” “ما هو تقييمك لجودة منتجاتنا؟ (ممتاز، جيد، مُتوسط، ضعيف، سيء(“
    • سيئة: “كم تنفق على التسوق بشكل عام؟” (سؤال غير مُحدد(
    • جيدة: “كم تنفق شهرياً على شراء الملابس؟”

رابعا: ترتيب الأسئلة:

يجب أن يكون ترتيب الأسئلة منطقيًا ويسهل على المُشارك الإجابة عليها بسهولة. يُنصح بإتباع الإرشادات التالية:

  • ترتيب الأسئلة من البسيط إلى المعقد:  يُفضل بدء الاستبيان بأسئلة سهلة ومُباشرة، ثم التدرّج إلى الأسئلة الأكثر تعقيداً. هذا يساعد على كسب ثقة المُشارك و يشجّعه على إكمال الاستبيان.
  • بدءًا بأسئلة عامة ثم متخصصة:  يُفضل بدء الاستبيان بأسئلة عامة حول الموضوع البحثي، ثم التدرّج إلى الأسئلة المُتخصصة التي تتطلب معلومات أكثر تفصيلاً. هذا يساعد على توجيه المُشارك نحو الموضوع و تسهيل الإجابة على الأسئلة المُتخصصة.
  • تجنب وضع الأسئلة الحساسة في البداية:  يُفضل تأجيل الأسئلة الحساسة أو الشخصية إلى نهاية الاستبيان، بعد أن يكسب الباحث ثقة المُشارك. هذا يُقلل من احتمالية تردّد المُشارك في الإجابة على هذه الأسئلة.

خامسا: عدد الأسئلة:

يجب أن يكون عدد الأسئلة مُناسباً ولا يكون طويلاً جدًا ليُحافظ على اهتمام المُشارك. يُنصح بإختصار الاستبيان قدر الإمكان، مع التركيز على الأسئلة المُهمة التي تُجيب على أهداف البحث. استبيان طويل جدًا قد يُؤدي إلى انخفاض معدل الاستجابة و تُشوّش دقة البيانات.

سادسا: تنسيق الاستبيان:

يجب أن يكون تنسيق الاستبيان واضحًا ومرتّباً، و سهل القراءة. يُنصح بإتباع الإرشادات التالية:

  • الوضوح : يجب أن تكون الأسئلة والتعليمات واضحة ومُباشرة، مع توفير مساحة كافية للكتابة أو اختيار الخيارات.
  • الترتيب : يجب ترتيب الأسئلة بشكل منطقي، مع التدرّج من البسيط إلى المعقد.
  • استخدام الخطوط المناسبة : يجب استخدام خطوط قراءة سهلة، مع حجم خط مُناسب لجميع المُشاركين. يُمكن استخدام الخطوط العريضة لإبراز الأسئلة المُهمة.

سابعا. اختبار الاستبيان مسبقاً:

يُعدّ اختبار الاستبيان مسبقاً (Pilot Testing) خطوةً حاسمةً في عملية تصميم الاستبيان، وذلك لضمان فعاليته ودقته قبل تطبيقه على العينة الرئيسية. يتمثل هذا الاختبار في تطبيق الاستبيان على عينة صغيرة من المُستجيبين (عادةً ما يكون عددها بين 10-30 مُشاركاً)، ومُلاحظة ردود أفعالهم وتقييم مُلاءمة الاستبيان.

أهداف اختبار الاستبيان مسبقاً:
  • كشف الثغرات في تصميم الاستبيان : يُساعد اختبار الاستبيان المُسبق على كشف أي غموض أو سوء فهم في صياغة الأسئلة، أو أي مشاكل في ترتيب الأسئلة، أو أي عيوب في تنسيق الاستبيان.
  • تقييم وضوح الأسئلة : يُمكن للباحث التأكد من أن جميع الأسئلة واضحة ومُفهومة للمُستجيبين، وأنها لا تحتوي على مصطلحات غامضة أو مُعقدة.
  • اختبار مدى ملاءمة الاستبيان : يُساعد اختبار الاستبيان المُسبق على تقييم مدى ملاءمة الاستبيان لأهداف البحث وطبيعة العينة المُستهدفة.
  • تقدير وقت الإجابة : يُمكن للباحث تقدير الوقت اللازم لإكمال الاستبيان، و التأكد من أنه لا يُستهلك وقتاً طويلاً جدًا.
  • تعديل الاستبيان : يُمكن إجراء التعديلات والإضافات على الاستبيان بناءً على ردود أفعال المُستجيبين في اختبار الاستبيان المُسبق، مما يُعزز دقة النتائج. قد يشمل ذلك إعادة صياغة الأسئلة، إضافة أسئلة جديدة، أو حذف أسئلة غير مُناسبة.
  • تدريب المُحاورين:  إذا كان الاستبيان سيتم إدارته بشكل شخصي، يُمكن استخدام مرحلة الاختبار المُسبق لتدريب المُحاورين على إدارة الاستبيان بشكلٍ فعّال و مُتّسق.
  • اختبار ملاءمة تصميم العينة : قد يُشير اختبار الاستبيان المُسبق إلى وجود مشاكل في تصميم العينة، مما يُساعد على إجراء التعديلات اللازمة قبل بدء جمع البيانات على العينة الرئيسية. على سبيل المثال، قد يُبيّن أن العينة غير مُمثلة للسكان المُستهدفين.
  • تحليل البيانات الاولية:  يُمكن تحليل البيانات المُجمعة من الاختبار المُسبق لفهم أنماط الإجابات، و التأكد من ملاءمة البيانات لأهداف البحث.
إجراء اختبار الاستبيان مسبقاً:

يجب أن تكون عينة الاختبار المُسبق مُمثلة للعينة الرئيسية قدر الإمكان. يُنصح بتوزيع الاستبيان على مُشاركين يُشبهون مُستجيبين العينة الرئيسية في خصائصهم الديموغرافية و السلوكيات المُرتبطة بموضوع البحث. بعد جمع البيانات من عينة الاختبار المُسبق، يُحلّل الباحث البيانات ويُقيّم مُلاءمة الاستبيان ويُدخِل أي تعديلات مُناسبة.

ثامنا: . الانتهاء من الاستبيان واستخدامه في الاستطلاع المقترح.

بعد الانتهاء من تصميم الاستبيان، بما في ذلك تحديد نوع المعلومات، صياغة الأسئلة، ترتيبها، عددها، وتنسيقها، بالإضافة إلى إجراء اختبار مسبق للتأكد من دقته وفعاليته، تأتي المرحلة النهائية وهي استخدام الاستبيان في الاستطلاع المقترح. هذه المرحلة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا منهجيًا لضمان جودة البيانات وجمع المعلومات اللازمة لتحقيق أهداف البحث.

مراحل استخدام الاستبيان في الاستطلاع المقترح:
  1. تحديد حجم العينة : يجب تحديد حجم العينة المناسب للدراسة، مع مراعاة دقة النتائج المطلوبة وموارد الباحث. يُستخدم التحليل الإحصائي لتحديد الحجم الأمثل الذي يُضمن تمثيل السكان المستهدفين بدقة.
  2. اختيار طريقة جمع البيانات : يجب اختيار طريقة مناسبة لجمع البيانات باستخدام الاستبيان، بناءً على أهداف الدراسة والموارد المتاحة. تتضمن الخيارات الشائعة:
    1. المقابلات الشخصية:  تُتيح التواصل المباشر مع المُستجيبين و تُساعد على توظيف المُحاورين لتوضيح الأسئلة وتجاوز أي غموض أو مشكلة. لكنها تُكلّف وقتاً و مُوارد أكثر.
    1. استبيانات البريد:  طريقة أكثر اقتصادية وتُتيح التواصل مع عينة واسعة، لكن معدل الاستجابة قد يكون منخفضاً.
    1. استطلاعات الهاتف:  طريقة سريعة لجمع البيانات، لكن قد تُحدّ من نوعية الأسئلة التي يُمكن طرحها.
    1. الاستبيانات الإلكترونية : تُستخدم عبر الإنترنت وتُتيح جمع بيانات من عينة واسعة بسرعة و بالتكلفة المنخفضة. لكن قد تُواجه صعوبات في ضمان تمثيلية العينة و المتابعة مع المُستجيبين.
  3. تعيين المُحاورين (إن وجد):  إذا كانت الطريقة المُختارة لجمع البيانات تتطلب مُحاورين، يجب تعيين مُحاورين مدربين بشكلٍ جيد على إدارة الاستبيان بشكلٍ مُتّسق و فعّال. يجب تزويدهم بتعليمات واضحة بشأن طريقة التواصل مع المُستجيبين و طريقة تسجيل الإجابات.
  4. جمع البيانات:  يجب إجراء عملية جمع البيانات بشكلٍ منهجي و دقيق، مع مراعاة جميع الإجراءات الأخلاقية والأمانة في التعامل مع المُستجيبين. يجب تسجيل البيانات بدقة و حفظها بشكلٍ آمن.
  5. تنظيف البيانات:  بعد جمع البيانات، يجب تنظيفها لإزالة أي أخطاء أو قيم مُفقودة. قد يشمل ذلك التحقق من اتساق الإجابات، و استبدال القيم المُفقودة باستخدام الطرق الإحصائية المناسبة.
  6. تحليل البيانات : يجب تحليل البيانات باستخدام الطرق الإحصائية المناسبة لتحقيق أهداف البحث. يعتمد نوع التحليل على نوع البيانات المُجمعة، و قد يشمل ذلك التحليل الوصفي، الاختبارات الفرضية، و التحليل العاملي.
  7. كتابة التقرير:  يجب كتابة تقرير يُلخّص النتائج و يُناقش أهميتها في سياق أهداف البحث.
الاعتبارات الأخلاقية:

يجب مراعاة الاعتبارات الأخلاقية خلال جميع مراحل الاستطلاع، بما في ذلك الحصول على موافقة مستنيرة من المُشاركين، و ضمان سرية معلوماتهم، و معاملتهم باحترام.

يُعدّ الاستخدام الفعّال للاستبيان في الاستطلاع المقترح عاملًا حاسمًا في نجاح البحث. التخطيط الدقيق و التنفيذ المنهجي يُضمنان جمع بيانات ذات جودة عالية تساعد على إجابة أسئلة البحث بِدقة.

يُقارن النصّ المقدم بين طريقتي الملاحظة والاتصال في جمع البيانات الأولية في بحوث التسويق، باستخدام أبعاد المرونة، السرعة والتكلفة، والموضوعية والدقة. إليك مُلخّص منظم لهذه المقارنة، مع إضافة بعض التفاصيل لتوضيح النقاط:

مقارنة بين طرق الملاحظة والاستبيان في بحوث التسويق

البعدطريقة الملاحظةطريقة الاتصال
المرونةمحدودة. تُجمع بيانات محددة مُسبقاً، عادةً سلوكيات مرئية.عالية. تُتيح جمع معلومات واسعة، كمية ونوعية، حول مواقف، آراء، دوافع، و بيانات ديموغرافية.
السرعة والتكلفةبطيئة ومكلفة. تتطلب وقتًا طويلاً، خاصةً الملاحظة المشاركة، و تكاليف مُرتبطة بالتدريب والمُراقبة.سريعة و (عادةً) أقل تكلفة. خاصةً الاستبيانات الإلكترونية و استطلاعات الرأي الهاتفية.
الموضوعية والدقةعالية، إذا تمّ التخطيط والإشراف بشكلٍ صحيح. تُوفر بياناتٍ موضوعية عن السلوك الفعلي. مُفيدة لدراسة السلوكيات اللاواعية.قد تُعاني من تحيز المُستجيب أو تأثير المُحاور. تعتمد دقتها على صدق المُستجيب و وضوح الأسئلة.
ملاءمة استخدام كل طريقةمناسبة لدراسة السلوكيات التي يصعب التعبير عنها لفظيًا، أو عندما يكون المُستجيب غير واعٍ بالأمر.مناسبة لجمع معلومات حول الآراء، المواقف، الدوافع، والبيانات الديموغرافية التي لا يُمكن ملاحظتها مباشرة.

لا تُعتبر طريقة أفضل من الأخرى بشكلٍ مطلق. اختيار الطريقة الأمثل يعتمد على أهداف البحث المُحددة، طبيعة المعلومات المطلوبة، الموارد المتاحة، و القيود الأخلاقية.  في بعض الأحيان، يُفضّل الجمع بين طريقتي الملاحظة والاستبيان للحصول على صورة أكثر شمولية للموضوع البحثي. فالملاحظة تُوفر بيانات موضوعية عن السلوك، بينما الاتصال يُتيح فهم الدوافع والآراء وراء هذا السلوك.

شارك

Newsletter Updates

Enter your email address below and subscribe to our newsletter

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!